السويداء.. متحف مفتوح في الهواء الطلق

تشكل مدينة السويداء بآثارها وحاراتها وأزقتها متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق يثير الدهشة لدى من يزورها وتترك في المخيلة بصمة العصور الغابرة.

مدير سياحة السويداء يعرب العربيد أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن السويداء وعبر تاريخها حملت العديد من الأسماء من بينها (جيرا نواي) وهي تسمية آشورية معناها الأرض المجوفة و(ترايهونيتيد) وهي تسمية إغريقية معناها بلاد الحجارة.

ولفت العربيد إلى أن السويداء عرفت أيضاً باسم (أورانتيد) أو (أورانتيس) وهي تسمية رومانية معناها بلاد المغر و(أما لدانوس) حيث سماها الرومان بهذا الاسم لكثرة خيراتها وتوافر ينابيع المياه الصافية فيها و(باشان) وهو الاسم الذي أطلقه عليها الكنعانيون ويعني بلاد الخصب والماء.

وبحسب الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم فقد تعاقبت على مدينة السويداء العديد من الحضارات حيث لا تزال تحافظ على أوابد متنوعة من المباني ذات الطراز النبطي والروماني والبيزنطي.

وأشار حاطوم إلى أنه أطلق على السويداء خلال العصور القديمة اسم (سؤادا) أي المدينة السوداء وذلك نتيجة طبيعتها البركانية وحجارتها البازلتية السوداء لافتاً إلى أنها اشتهرت بهذا الاسم منذ العصور الكنعانية والآرامية والنبطية وبدءاً من عهد الإمبراطور الروماني (انطونان التقي) أطلق عليها اسم (ديونيسياس) نسبة إلى إله الخمر (ديونيسيوس) والذي كان يقابله (ذو الشراه) عند العرب الأنباط حيث يروى أنه كانت تقام أعياد سنوية خلال شهر آب لهذا الإله وتستمر لعدة أيام.

وتتألف المدينة القديمة من ثلاثة أحياء تم إنشاؤها خلال عصور مختلفة حيث تقع في الجهة الشمالية الغربية المدينة الأولى (سؤادا) التي يعود تاريخ بنائها إلى عصور البرونز والحديد (العصور الكنعانية والآرامية) والجهة الشرقية فيها حي يعود إلى عصر ما قبل الرومان من نهاية العصر الهلنستي إضافة إلى الجهة الجنوبية وفيها الحي الذي يعود للعصر البيزنطي بدءاً من القرن الثاني الميلادي وحتى القرن السادس الميلادي.

وتتميز مدينة السويداء بمتحفها الذي يضم العديد من الأوابد الأثرية إلى جانب امتلاكها مقومات ثقافية وحضارية تؤهلها لتكون ضمن الخريطة السياحية الوطنية.