أعداء القمح السوري ..!


يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
لا يحتاج الأمر  إلى كثير من التبرير والتأكيد على خطورة ما تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي  عندما توزع البذار مجاناً على الفلاحين في الحسكة ، لأنها لايمكن ان تفعل ذلك لخدمة الفلاحين وإنما لتدمير محاصيلهم وتخريب أراضيهم الزراعية . فعندما تقوم ميليشيا قسد المرتهنة للمحتل الامريكي بتنفيذ اوامر  ما يسمى بالهيئة الامريكية للتنمية الدولية لتوزيع كميات من بذار القمح كمنحة للفلاحين على حد تعبيرها ، ويتبين بعد  متابعة الموضوع من قبل الجهات المعنية بالقطاع الزراعي ومن خلال التحاليل المخبرية في وزارة الزراعة ومخابر كلية الهندسة الزراعية في جامعة الفرات عدم صلاحية هذا البذار بسبب ارتفاع نسبة النيماتودا والتي وصلت إلى 40 بالمئة ما يشكل خطراً كبيراً على الزراعة في المنطقة لا سيما أن آثارها تلحق ضرراً  ويتسبب بوباء للأراضي الزراعية ويخرجها من الاستثمار فإن ذلك يؤكد من جديد أن المحتل الأمريكي يعرف إن القمح السوري أحد أهم العوامل التي تستمد سورية  منها القوة سواء في مواجهة الحصار أو تحقيق الأمن الغذائي واستقراره ، ولذلك كانت الحرب منذ البداية تستهدف الزراعة بشكل عام ومحصول القمح السوري بصورة خاصة ، وتجلت هذه الحرب بأشكال مختلفة بدءاً من حرق المحاصيل مروراً بمنع الفلاحين من الزراعة والبذار وصولاً إلى إغلاق مراكز تسويق الحبوب وحرمان المنتجين من تسويق محاصيلهم لمراكز الشراء العائدة للدولة .
إن الاحتلال الامريكي مستمر في تدمير البشر والحجر والشجر بدءاً من تخريب الاراضي الزراعية وسرقة المحاصيل مروراً بمنع الفلاحين من تسويق محاصيلهم لمراكز الشراء التابعة للدولة السورية وصولاً إلى تهريب مخازين الحبوب وبيعها في الدول المجاورة . فهل من عاقل يمكن ان يقتنع بكرم الاحتلال الأميركي عندما يقوم بتوزيع البذار مجاناً على الفلاحين . وكيف يستوي هذا الكرم الاميركي مع الحصار الذي يمارس على السوريين بالتوازي مع سرقة ثرواتهم النفطية ودعم وتمويل الإرهابيين لتدمير مؤسسات الدولة والإستيلاء على المدارس وتحويلها إلى معتقلات .
لم تمر المسرحية الجديدة لقوات الاحتلال الامريكي وتم ضبطها من المشهد الأول عندما كشفت الجهات المعنية بالقطاع الزراعي أن بذار القمح الذي يتم توزيعه مجاناً يستهدف القمح السوري والتربة الزراعية كي تخرج مساحات واسعة من دائرة الإنتاج والاستثمار وصولاً إلى القضاء على القمح السوري أحد أهم مصادر الأمن الغذائي .
من هنا يمكن القول إن حماية خزان القمح السوري تعتبر أحد أهم أشكال مواجهة الحرب العدوانية الظالمة على سورية  ، ولذلك لابد من تمتين خندق المواجهة من خلال الحفاظ على مصادر الأمن الغذائي وعدم السماح لأعداء القمح السوري دس السم في الدسم لقتل أهم المحاصيل الاستراتيجية ، ولا شك إن مسؤولية المواجهة هنا هي مسؤولية مشتركة بين مؤسسات الدولة من جهة والمنظمة الفلاحية من جهة أخرى ، وأكثر من ذلك على المؤسسات الدولية أن تتحرك  لمنع مثل هذه الممارسات العدائية التي تستهدف الامن الغذائي للشعوب .