أدب الحرب عند العرب بعصريه القديم والحديث كان محور الندوة الأدبية والفكرية التي أقامتها جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب وتضمنت قراءات نقدية ونصوصا شعرية.
الباحث والإعلامي ديب علي حسن افتتح الندوة بالإشارة إلى أن الحرب منذ القدم أغنت لغة الشاعر وأمدته بالصور والمفردات ولذلك نرى في قصائد الشعراء الجاهليين وصفا للغارة والبطل والإبل والسلاح والعتاد والجيش والكتيبة والموقعة والضرب والطعن والرمي وغير ذلك.
كما تركت الحرب إثرها وفق حسن على اللغة من حيث الجزالة والمتانة وأسماء الآلات الحربية التي كانت مستخدمة حينها إضافة إلى الوصف لكل شيء في ساحة المعركة.
وبالانتقال إلى العصر الحديث وجد الباحث نجدة زريقة أن المؤسسة الثقافية في سورية منذ قيام الحركة التصحيحية تعاملت مع الأدب بجدية لجهة تعبئة الرأي العام للدفاع عن الوطن وعن قضاياه الكبرى إيمانا منها بأن القلم رديف الجندي في المعركة.
وألقت الشاعرة سمر تغلبي قصيدة خاطبت فيها الشاعر نزار قباني وذلك بأسلوب الشطرين الذي وظفته للحديث عن حب الوطن والتعلق بدمشق منتقية حرف اللام في نهاية أبياتها الشعرية حيث قالت.. “اقبل نزار لماذا الصمت والوجل.. هذه دمشق اليها الشوق يرتحل تلك التي كنت قد ارهقتها قبلا .. تلك ارتعدت من شوقها القبل”.
أما الشاعر غالب جازية فالقى قصيدة بعنوان تشرين وصف فيها بطولات حرب تشرين التحريرية والبشائر التي أنارت بها بأسلوب الشطرين مستخدما البحر الكامل ليعبر بعاطفة صادقة عما يجول في نفسه فقال “تشرين أقبل والأماني في يدي .. وعلى جفون يبرق استبشار والنصر أزهر بالتلال وبالربى .. فاكتب بعزمك تصنع الأقدار”.
واعتبر رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أن الحروب التي خاضها العرب عبر عصورهم ودفاع السوريين عن وطنهم بوجه الغزوات كانت محرضا لقصائد عصماء غدت كالمنارات نستلهم منها معاني التضحية والكفاح.
وحضر الندوة أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين السوريين والعراقيين