ماذا يقدم الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية للمستحقين؟

يعد إيجاد قاعدة بيانات عن الشرائح التي تستحق الدعم الاجتماعي النقطة الأساس في عمل الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية ليتمكن من تحقيق برامجه التي تهدف إلى دعم وتمكين المستفيدين منها اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وتعليميا وحماية الأفراد والأسر المستهدفة ورعايتها وفق معايير تضمن الشفافية والمساءلة وتعزيز تنمية رأس المال البشري والاستثمار فيه.

وتتراوح نسبة الخطأ في تحديد الشرائح المستهدفة بهذه البرامج بين 20 و25 بالمئة وفقا لمدير عام الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية المهندس لؤي عرنجي الذي بين في لقاء مع مندوب سانا أن أحد المعايير تعتمد على دخل الفرد وهذا صعب لكون الشخص لا يصرح فيما إذا كان يعمل عملا آخر وعن قيمة الحوالات المالية من الخارج إذا كان يتلقاها مشيرا إلى أن عدم وجود معلومات صحيحة لا يساعد في الوصول إلى الحقيقة في حين يشكل صرف الفرد واستهلاكه المعيار الثاني إلا أن عدم وجود فواتير توثق الصرف يعيق تنفيذه.

ولفت عرنجي إلى اعتماد استمارة (pmt) تتألف من نحو 106 أسئلة تعتمد على المزج بين دخل الفرد وصرفه للوصول إلى توصيف دقيق لوضعه مبينا وجود أخطاء تحدث خلال إيصال الدعم كالتسرب أي أن يحصل على الدعم من لا يستحقه بينما يمثل عدم التغطية الخطأ الثاني وهو عدم استفادة من يستحق الاستفادة بسبب عدم علمه بها أو أن هناك أشخاصا يتعففون عن التصريح عن حاجتهم وهذه مبررة في جميع دول العالم لأنه لا يمكن أن يكون هناك برنامج دقيق بنسبة مئة بالمئة.

وأوضح عرنجي أن الصندوق يقوم بعمله عبر إدارته المركزية و14 فرعا و16 مركزاً لإجراء مسح اجتماعي حقيقي مكتبي أو ميداني وعند الحاجة يمكن الاستعانة بإحدى الجهات للمساعدة بشكل مؤقت لافتاً إلى الصعوبات التي تواجه عمل الفروع والمراكز مثل عدم توافر آليات لنقل الموظفين والصعوبة في إيجاد أماكن للفروع والمراكز كونها تعمل في مكاتب ليست ملكاً للصندوق.

ومن بين برامج عمل الصندوق منح قروض للشرائح المستهدفة كنوع من أنواع الدعم الاجتماعي حيث شمل برنامج تمكين الريف السوري قروضاً سقفها 2 مليون ليرة سورية وبفائدة 10 بالمئة يتحمل الصندوق 4 بالمئة منها والباقي يتحملها المستفيد من القرض وبمدة سداد تصل لأربع سنوات بحيث تتمكن الأسر من تأسيس مشاريع متناهية الصغر من خلال اتفاقية وقعها الصندوق مع المصرف الزراعي التعاوني بداية العام 2018 تضمن التوسع الأفقي والوصول إلى أكبر عدد من الأسر وفق مدير الصندوق.

وفي عام 2019 تم عقد اتفاقية مع مصرف الوطنية للتمويل الأصغر لإقراض المسرحين من خدمة العلم من خلال برنامج لدعمهم وتمكينهم بسقف 5 ملايين ليرة سورية وبفائدة بلغت 9 بالمئة يتحمل الصندوق 6 بالمئة والمسرح المستفيد 3 بالمئة وبمدة سداد بلغت 5 سنوات حسب عرنجي الذي بين أن عدد المتقدمين للاستفادة من القرض بلغ نحو 11 ألفاً استفاد منه 1400 مسرح.كما يتضمن برنامج دعم وتمكين المسرحين منح مكافأة شهرية لكل من تم قبوله في البرنامج حيث بلغ عددهم في المرحلة الأولى 36218 مستفيداً عام 2019 في حين بلغ عدد المستفيدين لعام 2020 المرحلة الثانية 29105 مستفيدين وفق مدير الصندوق مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً لم يسجلوا وتقدموا باعتراضات وبلغ عدد المقبولين 1900 متقدم وعلى من يود الاطلاع على نتيجة اعتراضه مراجعة فروع الصندوق في المحافظات.

وعن جانب التأهيل والتدريب المهني للمسرحين في البرنامج أوضح عرنجي أنه يتم بالتنسيق مع وزارات الكهرباء والصناعة والموارد المائية والأشغال العامة والإسكان لتدريبهم وتأهيلهم في مجالات ومهن متعددة وايجاد فرص عمل لهم سواء في القطاع العام أو الخاص لافتاً إلى أنه تم تخفيض مدة التدريب 3 أشهر لتصبح 6 أشهر بسبب المعوقات التي تعترض عملية التدريب مثل صعوبة تأمين المواصلات وارتفاع أجور النقل ما يشكل عبئاً إضافياً عليهم.

كما يمنح البرنامج راتباً شهرياً لجرحى العمليات الحربية المصابين بنسبة عجز دون 35 بالمئة ويستفيد منها لمدة 10 سنوات.يذكر أن الصندوق أحدث بالمرسوم التشريعي رقم 9 للعام 2011 وهو الجهة الوحيدة لتنفيذ برنامج المعونات من خلال توزيع معونات دورية وطارئة.