لقاء قصصي في الحسكة يستقي مضامينه من ظروف الحرب

استحوذت النزعة الواقعية وتصوير الواقع المعاش على مضامين القصص التي ألقاها عدد من القاصين في محافظة الحسكة ضمن لقاء أدبي استضافه المركز الثقافي العربي في المدينة.

اللقاء الذي أقامته جمعية صفصاف الخابور الثقافية بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة تضمن قراءات قصصية تشابهت مضامينها من خلال تطرقها لمواضيع فرضتها الظروف التي يعيشها الشعب السوري جراء الحرب الإرهابية ولا سيما مواضيع الاغتراب الداخلي والخارجي والواقع المعيشي وتصوير مشاهدات حياتية يومية لأهالي مدينة الحسكة.

اللقاء بدأ بقصة (صور) لهدى يونان جسدت فيها حالة الاغتراب الذاتي عند امرأة كبيرة في العمر هجرها الأهل والأحبة والأقارب ممن تركوا أرض الوطن لتظل تعيش ذكريات الماضي والحنين له عبر تقليب ألبوم صور قديمة عنهم وعن حارتها القديمة ومنزلها العربي الدافئ الذي اضطرت إلى تركه واللجوء إلى منزل صغير في احدى ضواحي مدينة الحسكة.

فيما جسدت قصة (وليمة حسكاوية لاحتساء ذات الوجع) لإبراهيم خلف تصويراً لحالة الاغتراب الداخلي التي يعيشها بعض الأدباء حيث تشابهت لدى القاص وجوه أهالي المدينة في جو يملؤه اضطراب المشاعر بينهم نتيجة الظروف الحالية فيما كانت مقتطفات القصص القصيرة جدا للقاصة عفراء عبيد أقرب لخواطر شعرية غلبت عليها فلسفة الحب والوجدان للأشخاص والأمكنة.

واختتم اللقاء بقصة (صلاة لذاكرة الماء) لمحمد باقي محمد والتي يتطرق فيها إلى حالة الاغتراب ومعاناة بطل القصة الذي يقف على أحد شواطئ دولة نيوزيلندا ليأخذه الحنين إلى أرض الوطن وإلى مسقط رأسه في إحدى قرى ريف الحسكة ولتزداد حالته المرضية التي يعانيها والتقدم بالعمر وعدم القدرة على التكيف في البلاد الجديدة.

رئيس مجلس إدارة جمعية صفصاف الخابور أحمد الحسين أشار إلى أن اللقاء تضمن عرض تجارب قصصية لعدد من مبدعي المحافظة الذين قرؤوا نصوصاً مختلفة توحدها ظروف الواقع الراهن وذلك انطلاقاً من وظيفة الأدب في تصوير الحياة بقالب إبداعي وجمالي.