كيف انعكست الرواية على الدراما والسينما ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري؟

حضور الرواية في الفنين الدرامي والسينمائي والعلاقة بين الأدب والشعر والفنون التصويرية الجميلة محاور تناولتها الندوة التي احتضنتها مكتبة الأسد الوطنية ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري.

الندوة التي حملت عنوان “التواصل بين الرواية والفنون” شارك فيها مجموعة من أعلام الكتابة والنقد والفن حيث بين الناقد سعد القاسم الذي أدار الندوة في مداخلته أن للفن التشكيلي علاقة وشيجة بالأدب انطلاقاً من العلاقة بين الصورة والكلمة موضحاً كيفية تأثر الأدب بالفنون وبالعكس في الثقافات العالمية والعربية وتداخل الفنون جميعها عبر تاريخ الفن كالأساطير السومرية والبابلية والالياذة والأوديسة وغيرها.

وتحدث القاسم عن فنانين شعراء رسموا قصيدة بالكلمات بأشكال هندسية أو مربعات كما كتبوا نصاً شعرياً تشكيلياً مبنياً على صورة تشكيلية مشيراً إلى المهندس المعماري سنان حسن الذي يعمل عمارة بالقصيدة فيعطيها شكلاً هرمياً وبناء معمارياً مبدعاً.

السيناريست حسن م يوسف تحدث في مداخلته عن نقله لرواية نهاية رجل شجاع للراحل حنا مينه إلى عمل درامي متبعاً طريقة خاصة أسماها “الاقتباس الحر” فعلاقته بالنص قامت على تحويله إلى أفكار وحركة ومشاعر بصورة تخدم الرواية وتعطينا فرصة لتحويلها جدياً إلى لغة بصرية لأن الرواية هي كيان مقروء ومتخيل بينما السيناريو هو مرئي ومسموع ومتحرك.

ورأى يوسف أن التغيير في نقل العمل الروائي إلى درامي يكون مفيداً عندما يحمل صبغيات الرواية ويكون امتداداً لجسم الرواية وليس دخيلاً عليها مشيراً إلى أن السيناريو كتابة جديدة للعمل الأدبي والحرية متروكة للسينارست أما الإبقاء أو الحذف فيكون حسب ضرورات العمل الدرامي بما يحمله من رؤية سمعية وبصرية.

الدكتورة مانيا سويد تطرقت لعلاقة الرواية بالسينما عبر نموذجين لفيلمين الأول رواية البؤساء لفيكتور هيغو التي تحول إلى فيلم عشرات المرات معتبرة أن النسخة الأبرز في هذا الصدد كانت فيلما أنتج عام 2012 لأنه حمل نكهة خاصة ونوعاً من التمرد على الرؤية الواحدة للأحداث دون الاعتماد على أسلوب التقليد وإثارة الأسئلة.

كما تحدثت عن رواية عصرية تحمل طابع صحافة الرفض التي قام بكتابتها الصحفي مارك بوال وتحولت إلى فيلم خزانة الألم الذي بدور حول احتلال القوات الأمريكية للعراق مشيرة إلى أن المخرجة كاترين فيغلو عملت على إظهار التأثيرات النفسية لويلات الحرب على شخصيات الفيلم الذين تحولوا لآلات قتل وأصبحت مشاهد القتل والتفجير والعنف بالنسبة لهم أموراً للهو والتسلية بل وصل بهم الحد إلى الإدمان.

سانا