تروي قرية نجران الواقعة بريف السويداء الشمالي الغربي قصة حضارات غابرة مرت على المنطقة وتركت أوابد أثرية مهمة من العصور النبطية والرومانية والغسانية.
وتعد نجران من أقدم القرى المسكونة في منطقة اللجاة الصخرية حيث تقع فوق صبة بازلتية تنتشر حولها فسحة ترابية خصبة صالحة للزراعة إلى جانب نبع ماء يفيض في سنوات الخير.
مدير سياحة السويداء يعرب العربيد لفت لـ سانا إلى أن نجران تضم آثاراً نبطية وكتابات صفائية موجودة في الكثير من بيوتها والتي أشار إليها القنصل البروسي “فيتزشتاين” عام 1875 إذ كان الصفائيون وهم من اللخميين الذين عاشوا في الفترتين اليونانية والرومانية يكتبون بحروف نبطية متأخرة زينوا بها معظم بيوتهم وقبورهم وأماكن عبادتهم والتي يمكن أن نلحظها بوضوح على بعض الآثار في قرية نجران.
وأوضح العربيد أن نجران تحتوي على العديد من الآثار الرومانية القديمة ومن بينها دار رومانية تسمى دار “مقري الوحش” وتضم الكثير من الغرف والدهاليز تحت الأرض ويقال إنها تبلغ 365 غرفة على عدد أيام السنة وتظهر الشمس من نوافذها ويوجد أسفلها ما يسمى “المشنقة” التي لها درج دائري إضافة إلى قوس حجري في احدى الغرف يصل قطر دائرته إلى تسعة أمتار ويعتقد أنه أكبر قوس حجري في منطقة حوران وكذلك ما يسمى بـ “دار الريس” الأثرية وعدد من الأقنية الرومانية التي كانت تستخدم للري والاستفادة من الأمطار وموقع “دير الأسمر” بين قرية نجران ومزرعة أم العلق المجاورة.
وأشار العربيد إلى أن نجران تضم أيضاً آثاراً تعود للعصر الغساني حيث سكنها الغساسنة في العصور السالفة وكانت تتبع آنذاك إلى بصرى ويقال بإن جرجس الغساني سكنها إضافة إلى وجود كنيسة مار جرجس “الخضر” حيث كانت مركزاً دينياً مسيحياً مهماً في ذلك الوقت لافتاً إلى أن أهم ما يميزها طبيعياً ما يسمى “المكن” وهو عبارة عن حفرة طبيعية ضخمة تحوي المغر ونبع مياه دائمة.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن نجران كانت تسمى “جران الذهب” لكثرة الأجران الحجرية الموجودة فيها فيما تنسب مصادر أخرى التسمية إلى حاكم روماني كان اسمه “ران” وقد نجا من محاولة قتل فقيل وقتها “نجا ران” وما يعزز هذه الرواية وجود بيت روماني كبير في القرية قيل إنه مقر الحكم آنذاك.
وأكثر من نصف سكان نجران من المغتربين وخاصة في دول أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص فنزويلا حيث ساهموا في نهضة قريتهم العمرانية وتحسين الوضع الاقتصادي فيها.
يشار إلى أنه يتبع لنجران التي تقع شمالي غربي مدينة السويداء بنحو 20 كم مزرعة أم العق حيث تؤلف الأبنية القديمة المبنية بالحجر البازلتي نواة المزرعة الجديدة.