ما زالت أصوات ألسنة النيران ومشاهدها وهي تلتهم أرزاق الناس وبساتينهم حاضرة في أذهان السوريين رغم مرور عام على تلك الجريمة التي شكلت مأساة طالت البشر والشجر ودفعت مئات العائلات للنزوح بعد أن حاصرت النيران قراهم واجتاحتها مع آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والحراجية
الشرارة الأولى أشعلت بالتزامن في أكثر من منطقة في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة بعد منتصف إحدى ليالي تشرين الأول من العام الماضي لتضع السوريين أمام لحظات عصيبة تحولت معها ليلتهم إلى كرة من نار مدفوعة بقوة الرياح وما هي إلا ساعات حتى كان العديد من القرى والبلدات في مواجهة مباشرة مع النيران.
المشاهد الأولى التي تناقلتها وسائل الإعلام كانت توحي بحجم الكارثة القادمة فمن أشعل تلك النيران كان يدرك أن كل الظروف الجوية ستسهم في امتدادها وعدم القدرة على السيطرة عليها لتسبب أكبر قدر من الضرر وتطال أوسع منطقة ممكنة وكانت الصورة أرزاقاً وثروات تحترق أمام الأعين.
أيام قاسية عاشها أهالي المحافظات الأربع الذين جابهوا النيران بكل ما يملكون من عزيمة ورغبة في الحياة لدفع النيران عن ممتلكاتهم وأراضيهم إلى جانب عناصر الإطفاء ورجال الجيش العربي السوري وكل الجهات المعنية التي حاولت احتواء الكارثة والحد منها إلا أن الضرر طال آلاف الأسر والتهمت النيران 13 ألف هكتار من المحاصيل الزراعية تضم آلاف الأشجار من الزيتون والحمضيات والتفاح وقاربت خسائر المزارعين 30 مليار ليرة.
واجه السوريون خلال تلك الأيام أكثر من 187 حريقاً طال 280 قرية وبلدة وأضرت النيران بأكثر من 370 منزلاً وأتت حينها على أكثر من 11 ألف هكتار من الأراضي الحراجية وألحقت أضراراً كبيرة بالثروة الحيوانية والمعدات الزراعية والبنية التحتية المتعلقة بالكهرباء والمياه والصرف الصحي وشبكة الهاتف.