ثقافة حرب تشرين في حياة الأدباء السوريين

كانت حرب تشرين التحريرية منطلقاً تاريخياً للمنطقة بشكل عام والعرب بشكل خاص لأنها حطمت الوهم فكسرت شوكة العدو وقهقرت زيفه وتكبره لذلك دخلت في ثقافة الشعراء والأدباء السوريين من أجل متابعة النضال حتى رحيل آخر محتل.

رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أشار إلى أهمية الحرب التي انتصر فيها السوريون وكانت بداية لمستقبل لن يكون فيه احتلال فمن الأدباء من كتب عنها في رواياته وقصصه كما فعل عبد السلام العجيلي ومنهم من كتب في شعره كما فعل نزار قباني وسليمان العيسى وهذه الكتابات تستمر إلى يومنا هذا وتتجلى في أغلب كتابة الأدباء المعاصرين لأننا أمة تأبى الضيم منذ أن كانت وستبقى هذه الكتابات مادامت هناك محاولة واحدة للنيل منا.

في الوقت عينه رئيس تحرير مجلة الآداب العالمية عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني رأى في شعره أن تشرين هو بداية فجر الكرامة لأنه كشف كثيراً من الحقائق وسجل إلى التاريخ سفراً للكبرياء فقال:

فجر الكرامة أنت يا تشرين

غيث الشمم الوريف هتون

تشرين يا أغلى ملاحم أمتي

يا قامة للعز ليس تهون

كما بين مدير عام مكتبة الأسد الناقد إياد مرشد أن حرب تشرين هي الحدث الأهم في تاريخ العرب الحديث حيث أنه لأول مرة امتلك العرب القرار وإرادة الدفاع عن أرضهم وحقوقهم واستطاع جيشنا البطل أن يحفظ كرامة العرب ووجودهم كما يفعل الآن في مواجهة أشرس حرب إرهابية مدعومة من الرجعية والصهيونية والإمبريالية وإحباط كل الخطط الهادفة لتدمير بلدنا.

وأوضح الأديب محمد حجازي مدير المكتبة الوطنية في حلب أن نتائج حرب تشرين هي طبيعية لأن الشعب السوري شعب عربي أصيل يحترم من لا يعتدي على كرامته وهذا ما ظهر وانعكس في أدب وكتابة كثير من الشعراء الذين رصدوا نتائج الحرب وجسدوها كما ظهر في شعر الدكتور جابر سلمان ومجيب السوسي وقحطان بيرقدار إلى جانب شعراء المرحلة التي سبقتهم في نهاية السبعينيات والثمانينات.

سانا