لإحكام حصار مدينة القدس المحتلة بالمستوطنات وقطع التواصل الجغرافي بينها وبين مدينة بيت لحم بالضفة الغربية أعلن الاحتلال الإسرائيلي مخططاً استيطانياً جديداً على أراضي الفلسطينيين في بلدة بيت صفافا جنوب المدينة في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وتطالب بوقفه.
وزارة الخارجية الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف مخططات الاحتلال الاستعمارية الاستيطانية مبينة أن هذا المخطط يهدف إلى استكمال فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وتغيير معالمها الحضارية وواقعها الديمغرافي عبر خنقها ببؤر استيطانية ضخمة من الجهات الأربع إضافة إلى جدار الفصل العنصري ومحذرة من أن ذلك سيؤدي إلى تهجير قسري لمناطق وأحياء فلسطينية بأكملها إلى خارج المدينة المقدسة.
وأكدت محافظة القدس أن المخطط عدوان غاشم واستمرار لسياسة الاحتلال الممنهجة الهادفة إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسيع عمليات الاستيطان غير الشرعية مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2334 لعام 2016 والذي يطالب بوقف الاستيطان.
منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا أوضح لمراسل سانا أن المخطط يشمل إقامة 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة لتوسيع ثلاث مستوطنات تحاصر القدس من الجهة الجنوبية ومن ثم ربطها بشبكة من الطرق الاستيطانية مع المستوطنات المقامة شرق المدينة وصولا للبحر الميت ما يقطع التواصل الجغرافي تماماً بين القدس والضفة الغربية ويفرض أمراً واقعاً قائماً على الفصل العنصري يهدد بتهجير آلاف الفلسطينيين.
وبين الخواجا أن الاحتلال يحاول فصل القدس عن الضفة الغربية من خلال ربط المستوطنات المقامة جنوب وشمال وغرب المدينة مع بعضها ما يهدد بعزل شمال الضفة عن وسطها تمهيداً لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية مشدداً على أن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بمواصلة فصل المدن الفلسطينية تدريجياً عن بعضها وأنهم سيواصلون المقاومة دفاعاً عن أرضهم.
مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أوضح أن هذا المخطط الاستيطاني يهدف إلى إغلاق المنطقة الشمالية من بيت لحم وحصارها بالأحزمة الاستيطانية لافتاً إلى أنه حال تنفيذه سيصبح من المستحيل على الفلسطينيين الدخول إلى القدس من شمال بيت لحم ما يعني فصل الاحتلال مدن وبلدات الضفة الغربية عن بعضها.
وأشار بريجية إلى أن تصعيد الاحتلال وتيرة الاستيطان في بيت لحم والقدس بالتوازي مع ربط المستوطنات المقامة جنوب القدس بتلك المقامة في بيت لحم يهدد بعمليات تهجير قسري واسعة ستطال القرى والبلدات الفلسطينية الواقعة بين بيت لحم والقدس لتفريغها من الوجود الفلسطيني مستنكراً صمت المجتمع الدولي الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار في تنفيذ مخططات الاستيطان والتهويد.
وبين مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أن حرب التهويد التي يشنها الاحتلال على القدس لا تشمل حصار المدينة بالمستوطنات من كل الجهات وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضيها فقط بل إن الأمر يمتد إلى الحفريات التي يقيمها الاحتلال في البلدة القديمة وأسفل المسجد الأقصى حيث أنهى الاحتلال حفر نفق جديد من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وصولا إلى المسجد بطول 300 متر وعمق 15 متراً ليضاف إلى 26
نفقا حفرها الاحتلال أسفل البلدة القديمة باتجاه الأقصى والتي تتسبب بانهيارات وتشققات في منازل الفلسطينيين وخاصة في بلدة سلوان وانهيارات للتربة في محيط وساحات الأقصى.
وأشار صيام إلى أن أعمال الحفريات والتجريف تطال مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في القدس ولم تسلم منها حتى المقابر حيث قامت جرافات الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية بتجريف أجزاء من مقبرة “اليوسفية” الملاصقة لسور القدس التاريخي والمحاذية للأقصى في انتهاك صارخ لحرمة المقابر ولكل القوانين والأعراف الدولية.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” قرارين لصالح فلسطين المحتلة خلال انعقاد الدورة الـ 212 لمجلسها التنفيذي في باريس يؤكدان وضع القدس “مدينة محتلة” وبطلان إجراءات الاحتلال كما تضمنا مطالبة “إسرائيل” بوقف سياساتها المتواصلة غير المشروعة في القدس وحرمانها الفلسطينيين من الحق في العبادة وفى التنقل وتشويه أصالة وسلامة المواقع التراثية في القدس خاصة وفلسطين عامة.
سانت