الجهود المضاعفة المبذولة من قبل مزارعي البطاطا في بلدة عسال الورد مكنتهم من زراعة 1100 دونم من هذه المادة ليتخطوا بذلك المساحة المتوقع تنفيذها والبالغة 700 دونم لموسم العروة الصيفية الذي باشروا بجنيه بداية الشهر الحالي
خصوبة أرض البلدة ساهمت باعتماد الفلاحين على زراعة البطاطا كمحصول رئيسي لتأمين دخل معيشتهم وفق تصريحات عدد منهم لمندوبة سانا حيث أوضح المزارع أحمد شداد وهو يتابع عمله في أرضه أنه يعمل بزراعة البطاطا منذ 25 عاماً فهي مصدر رزقه وإعالة لأسرته مبيناً أنه تمكن من زراعة نحو 40 دونماً هذا الموسم وأن انتاج الدونم الواحد يتراوح بين “4 و5” أطنان حسب العناية المقدمة أثناء الزراعة وفق تعبيره.
نوع التربة الموجودة في البلدة يساعد على إنتاج أفضل أنواع البطاطا مثل السبونتا” وفق رأي المزارع موفق شداد مضيفاً أن مياه الثلوج المخزنة في الأرض تعطيها نكهة مميزة وملوحة وقساوة لحبات البطاطا ما يسمح بتخزينها لفترات طويلة وزيادة الطلب عليها وخاصة من قبل المطاعم معرباً عن أمله بتوفر كميات أكبر من المازوت والبذار المدعوم لمزارعي البطاطا لتخفيف الأعباء عنهم والمساهمة بزيادة الإنتاج.
واعتبر المزارع محمد عبد الرزاق حيدر أن الإنتاج هذا الموسم جيد وأسعاره مقبولة إلى حد ما في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل المازوت وأجور النقل داعياً إلى إيلاء الطرق الزراعية في عسال الورد اهتماماً أكبر وتعبيدها وتزفيتها لتسهيل وصول الفلاحين إلى أراضيهم.
وتنتظر كل من أمينة الحمد ومنار الحسن وجازية عثمان موسم زراعة البطاطا بفارغ الصبر لأنهن يأتين مع عوائلهن من خارج البلدة للعمل في جني المحصول في عسال الورد كون إنتاجها كبيراً من المادة ويستطعن تحصيل مدخول جيد.
وتحتاج درنات البطاطا حتى تنضج إلى ما يتراوح بين 100 و130 يوماً بشكل عام فيما تحتاج في بلدة عسال الورد إلى 180 وفق توضيح رئيس الوحدة الارشادية المهندس محمد خير شداد لمندوبة سانا مبيناً أن الفلاحين يبدؤون بتجهيز التربة في أراضيهم بداية شهر آذار ليبدأ الزرع خلال شهر نيسان وجني المحصول في بداية شهر تشرين الأول وهو الإنتاج الوحيد الذي يتواجد في الأسواق خلال هذه الفترة من السنة ما يجعل أسعارها مرتفعة بعض الشيء حسب شداد.
وأشار المهندس شداد إلى أنه من المتوقع أن يصل الإنتاج هذا الموسم الى 4000 طن أو أكثر بقليل لافتاً إلى أن الوحدة الارشادية تسعى لتأمين مخصصات المزارعين من المازوت والأسمدة للتخفيف من الصعوبات التي تعترض عملهم وأضاف “تمكنا هذا الموسم من تأمين 165 ألف ليتر من المازوت وزعت على المزارعين في البلدة بينهم 135 مزارعاً لمادة البطاطا”.
ولفت رئيس الجمعية الفلاحية مروان خلوف إلى أن انحباس الأمطار خلال فترة الزراعة شكل عبئاً على الفلاحين لكونهم أجبروا على شراء المازوت بأسعار مرتفعة لتوفير الري اللازم للبطاطا إضافة إلى أن كميات السماد التي وزعت من قبل الجمعية كانت غير كافية مؤكداً أن الفلاح يعمل ليل نهار لتخطي كل الصعوبات والتمكن من زراعة أرضه وتسويق محصوله.