أوابد أثرية في السويداء القديمة تعبق برائحة التاريخ

شهدت مدينة السويداء القديمة العديد من مراحل التطور منذ عصور البرونز خلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد وحتى العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية.

ويشير الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم في تصريح لمراسل سانا إلى أن مدينة السويداء عرفت الحضارة منذ الألف الثالث قبل الميلاد وسكنها العرب القدامى وخاصة الكنعانيين والآراميين وكانت جزءاً من مملكة دمشق الآرامية كما كانت جزءاً من مملكة  “باشان” ثم سكنت من قبل العرب الأنباط إلى أن انضوت تحت حكم الامبراطورية الرومانية “ولاية سوية” ابتداء من القرن الأول قبل الميلاد حيث ازدهرت وتطورت خلال العصرين الروماني والبيزنطي وانتشرت فيها مختلف المباني المدنية والدينية.

ويبين حاطوم أن المدينة الأولى العليا أو ما يطلق عليها “الأكروبول” تتوضع في الجهة الشمالية من المدينة الحالية على شكل هضبة مرتفعة أو تل مجهز بأسوار حجرية وقلعة ذات جدران سميكة وبقايا قصر الحاكم والتي يحتمل أن تاريخها يعود إلى عصور البرونز والحديد من الألف الثالث حتى الألف الأول قبل الميلاد حيث كانت هذه المدينة تتغذى بالمياه من البركة المجاورة التي تدعى “السورية” والتي يبلغ قطرها 75 متراً وعمقها نحو 15 مترا وتم ردمها في سبعينيات القرن الماضي.

ولفت الباحث في آثار المنطقة إلى أنه وفي الجهة الشرقية من المدينة هناك حي يعود إلى نهايات العصر الهلنستي ما قبل الرومان ويتضمن معبداً وثنياً من العصر النبطي في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي إضافة إلى بركة مياه ضخمة مكشوفة تدعى “بركة الحج” فيما يوجد في الجهة الجنوبية الحي العائد إلى العصور الرومانية والبيزنطية والمبني بشكل متعامد ويتضمن مسرحاً كبيراً لم يبق من عناصره المعمارية سوى القليل جدا.

أما في الجهتين الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية فيقع مبنى البازيليك أو الكنيسة الكبرى والذي يعتبر أنموذجاً معمارياً جميلاً كان عبارة عن مبنى ضخم موجه شطر الشرق إضافة إلى مبنى المسرح الصغير “الأوديون” والذي كان مخصصاً لاجتماعات أعيان المدينة والحفلات الموسيقية الخاصة وكذلك بقايا من سوق تجاري كبير وطرق مبلطة من جهة الشمال ومبان أخرى “كاتدرائية” وكنيسة صغرى ومعبد حوريات الماء وحمامات وآبار وخزانات مياه وأقنية وأسوار وغيرها.

كما لفت إلى أن التنوع في فن العمارة في البيوت في مدينة السويداء القديمة يبرهن على أن هذه المدينة كان يسكنها أناس من أمم مختلفة وفي أمكنة كثيرة وتبدو بعض الغرف المفتوحة ذات القناطر والتي يبدو أنها كانت حوانيت.

الجدير ذكره أن مدينة السويداء اشتهرت خلال العصور القديمة باسم “سؤادا” نتيجة طبيعتها البركانية وحجارتها البازلتية السوداء.

سانا