أعمال حرفية إبداعية من الخشب في أسواق حلب القديمة

يبدع الحرفي مصطفى كرزون في صناعة المنتجات المتنوعة من الخشب ويطوعه بيديه ليحوله إلى قطع جميلة تستخدم لتعبئة الحلويات والمنتجات الغذائية وخاصة الألبان إضافة للمناخل التراثية القديمة والغرابيل والمكاييل الخشبية التي يستخدمها أبناء الريف في إنتاجهم الزراعي وتسويقه.

ويقول الحرفي مصطفى كرزون الذي تجاوز السبعين من عمره في المهنة لمراسل سانا “إنه عاد إلى محله بحلب القديمة والذي تخرب وتضرر جراء الإرهاب وأعاد ترميمه وتأهيله والعمل به من جديد” مضيفاً أنه عشق مهنة الآباء والأجداد وتعلمها من صغره باستخدام الآلات القديمة التي يزيد عمر بعضها على المئتي عام والتي بواسطتها يتحكم بتصنيع القوالب الخشبية القديمة لصنع العلب المخصصة للحلوى والمربيات والدبس واللبن التي يرغب أصحاب المحال التجارية التراثية بتقديمها كهدايا وتذكارات لمن يرغب من المتسوقين والسياح.

ولفت إلى أنه مستمر بهذه المهنة التي عشقها ويأمل تعليمها وتوريثها لمن يرغب حفاظاً عليها من الاندثار رغم الصعوبات التي يواجهها ومنها عدم وصول التيار الكهربائي لبعض أسواق حلب القديمة حتى الآن مبيناً أن مراحل إنتاج أي قطعة تبدأ باختيار نوع الخشب المطلوب من الصفصاف والجوز ثم استخدام الآلة القديمة لثنيها وفق النموذج المرغوب لتأتي مرحلة العمل اليدوي بتثبيت القطع الصغيرة باستخدام المطرقة والغراء والمسامير الصغيرة.

وعلى بعد أمتار منه يصنع الحرفي محمد كركر المزاهر والمناخل المخصصة لأنواع الحبوب والزيتون في محله بحلب القديمة والذي أعاد ترميمه أيضاً بعد تعرضه للدمار جراء الإرهاب ليستمر بالعمل في مهنته التي ورثها عن أجداده ويحرص اليوم على تعليمها لأبنائه حيث يقوم بتقطيع الخشب وتثبيته عبر القالب المخصص وإضافة أنواع الشبك المطلوبة وقص الجلد المخصص لمناخل الزيتون وتثبيته على الإطار الخشبي.

وأشار كركر إلى وجود إقبال كبير على شراء منتجاته من قبل أبناء الريف الذين يقصدون أسواق حلب القديمة لتسوق ما يحتاجونه من أدوات يستخدمونها في إنتاجهم الزراعي.