بمناسبة شهر التوعية حول سرطان الثدي والذي يصادف تشرين الأول من كل عام أقامت كلية الطب البشري بجامعة دمشق ندوة علمية استعرض المشاركون خلالها آخر المستجدات والتدابير العلاجية والمقاربة النفسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وذلك بحضور أطباء الدراسات العليا وعدد من أساتذة الكلية والأطباء المختصين بالأورام.
الدكتور رائد أبو حرب عميد كلية الطب البشري شدد على أهمية الكشف المبكر عن السرطان منوهاً بجودة الخدمات التي تقدمها مراكز التوعية والكشف الطبية في سورية في هذا المجال ومتابعتها لآخر ما توصل اليه العلم بالمعالجات الحديثة لهذا المرض.
واستعرض الدكتور إياد الشطي مختص بالتشريح المرضي في محاضرة له بعنوان “السرطان آفاق حديثة” واقع مرض السرطان في سورية منذ عام 2010 حيث شكلت سرطانات الثدي 30 بالمئة من السرطانات عند النساء فيما شكل سرطان البروستات 5 بالمئة عند الرجال أما في عام 2020 فشكل سرطان الثدي 39 بالمئة لدى النساء نظراً لزيادة الوعي لدى السيدات اللواتي خضعن لفحوصات الكشف المبكر خلال عامي 2019 و2020 وسرطان البروستات تضاعفت نسبته إلى 9 بالمئة وسيشهد صعوداً في الأعوام المقبلة وفق وصفه.
الدكتور ماهر سيفو نائب عميد كلية الطب للشؤون العلمية لفت خلال الندوة إلى أن الكشف المبكر يؤدي إلى تجنب تطبيق العلاجات الكيميائية مع التشديد على الاتجاه نحو تدبير المريضة أكثر من علاجها مبيناً أن نسباً كبيرة تماثلت للشفاء نتيجة الفحص المبكر وتجاوزت 93 بالمئة خلال خمس سنوات دون اللجوء إلى العلاج الكيميائي.
بدورها أوضحت الدكتورة نسرين خازم اختصاصية أورام أن العلاج ما قبل الجراحة عند اكتشاف الكتلة الورمية للمريضة هو تدبير يمكن أن يحافظ على الثدي أو يكون الاستئصال جزئياً مشيرة إلى أن حملات الوعي والكشف المبكر أظهرت حالات مبكرة لأورام الثدي ما سهل العلاج والشفاء كونه تم تقصي الورم في مراحله الأولى.
وفي تصريح لمندوبة سانا أوضح الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق أن التشخيص المبكر هو إنذار جيد لنسبة شفاء عالية تصل إلى مئة بالمئة في بعض الحالات مبيناً أن سيدة من كل ثمان معرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وبين الدكتور الأمين أن المشفى تضم وحدة متخصصة بأمراض الثدي تقدم كل الخدمات الطبية والاستشارية مجاناً لمريضات أورام الثدي عبر فريق طبي أكاديمي مؤلف من اختصاصيين في الجراحة العامة والأورام والأشعة والمعالجة النفسية والتجميل بحيث يتم تشخيص المرض عند السيدة ووضع البروتوكول المناسب لعلاجها.
ووفق منظمة الصحة العالمية يعد الكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب والرعاية المناسبة للمريضات ركائز تضمن انخفاض وفيات سرطان الثدي بنسبة 2.5 بالمئة سنوياً أي ما يعادل 2.5 مليون وفاة حول العالم بين عامي 2020 و2040 في وقت يسجل فيه المرض 2.3 مليون إصابة جديدة سنوياً ليكون السرطان الأول بين السيدات.