متابعة لشكاوى عدد من السائقين المسجلين على خط دمشق بيروت، التي وصلت لـ«الوطن» حول واقع العمل في كراج السومرية، ومفادها أن أغلب السيارات المسجلة على خط دمشق بيروت وتنطلق من كراج السومرية، لا يتلزم سائقوها بأخذ الركاب والتحميل من الكراج، والالتزام بالدور الموجود في المركز.
زارت «الوطن» كراج السومرية وتبين أن هناك شبه انعدام في حركة النقل الخارجي بسبب وباء كورونا وإغلاق الحدود بين لبنان وسورية، وكذلك بين سورية والأردن.
وتحدثنا مع عدد من السائقين السوريين واللبنانيين الموجودين في الكراج، ومواطن واحد كان ينتظر خروج سيارة إلى لبنان. حيث أكد الجميع أنه منذ بداية الأزمة لا يلتزم السائقون المسجلون في كراج السومرية بالانطلاق من المركز، ويتم أخذ الركاب من أحياء مدينة دمشق، وأغلب الركاب أصبح متعارفاً لديهم أنهم يتواصلون من خلال الموبايل مع أحد السائقين فيحضر إلى منزلهم إذا كان عددهم جيداً، أو يطلب منهم أجرة إضافية، وهناك بعض السائقين يتجمعون في نهاية أتوستراد المزه جانب الاتصالات ويأتي الركاب إليهم، وينطلقون بهم إلى لبنان من دون المرور في مركز انطلاق السومرية.
ويرى البعض من السائقين الملتزمين في الخروج من الكراج والالتزام بالقانون، أن هناك مشكلة تكمن بأن الراكب الذي يسافر من خارج الكراج لا يعرف السيارة التي ركب فيها، وبالتالي هناك خطورة أمنية على سلامة الركاب، وتساءل بعضهم: ما دام يسمح للبعض من السيارات التطبيق من خارج الكراج، فلماذا لا يتم إلغاء الكراج؟ وجعل العلاقة بين الراكب والسائق شخصية من خلال الموبايل؟ ولماذا ندفع الرسوم للكراج في وقت يسرق أغلب السائقين الركاب من خارجه، ولا يدفعون إلا رسم مخالفة بسيطاً لا يتجاوز خمسة آلاف ليرة سورية.
وأكد من التقيناهم من السائقين في الكراج أنهم يضطرون إلى البقاء في الكراج عدة أيام حتى يأتي دورهم في سفرة، في وقت يقوم السائقون الآخرون وهم الأكثرية بأخذ الركاب من الشوارع أو منازلهم، ولديهم يومياً سفرة إلى لبنان، ما يؤدي إلى قطع رزق باقي السائقين، ونظراً لعدم وجود حركة ذهاب وإياب خارجي من خلال الكراج نجد أن الكثير من السيارات المسجلة على تلك الخطوط متوقفة عن العمل، ما أدى إلى خسارة عائلات أصحابها لمصدر رزقهم.
المواطن الوحيد الذي التقيناه قال: إنه تواصل على الهاتف مع سائقين من خارج الكراج فطلبوا 50 ألفاً على الراكب، بحجة أنه يأخذونه من بيته، أما في الكراج فالمواطن لا يدفع للسائق شيئاً لأنه يقطع التذكرة وفق السعر المحدد في مكتب القطع في الكراج.
رئيس الاتحاد المهني لعمال النقل غسان رسول أكد في تصريح لــ«الوطن» أن عملية خروج السائقين إلى لبنان من دون المرور في كراج السومرية فرضته ظروف معينة، وهو ناجم عن علاقة تفاهم بين الركاب والسائقين، حيث إن السائق ونتيجة العلاقة مع الراكب والتجربة السابقة وثقته به يذهب إليه في البيت ويأخذه إلى لبنان وكذلك الحال في العودة يقوم بإيصاله إلى بيته، وفي ذلك توفير على المواطن لمبالغ أجور تكاسي من البيت إلى الكراج وبالعكس. ويرى رئيس الاتحاد أنه ليس في ذلك مخالفة نظراً لوجود مكتب قطع على الحدود يأخذ الرسوم المطلوبة من كل سيارة ويسجل بيانات السائقين.
ويرى رسول أن الاتحاد مع هذه الطريقة وهو مدافع عنها، وفي الوقت ذاته لا يوجد الزام للسائق بعدم الانطلاق من الكراج، فمن يرد الذهاب إلى الكراج من السائقين والركاب فليذهب، ومن يرد أن «يطبق الركاب» من المدينة فهذا حقه لأنه يأتي في إطار تبسيط الإجراءات على الناس ومساعدتهم في هذه الظروف حيث توجد معاناة للراكب في الكراج نتيجة الإجراءات الموجودة هناك، والتي يمكن الاستغناء عنها وتعويضها في الإجراءات الحدودية.
رئيس مركز انطلاق السومرية حسام بلوق، أكد أن كراج الانطلاق مخصص لجميع الخطوط ومنها خطوط دمشق لبنان ودمشق الأردن وغيرها من الدول إضافة لخطوط داخلية، لكن اليوم لا توجد حركة على خط الأردن والسعودية، وبالنسبة لخط لبنان هناك 735 سيارة سورية مسجلة على هذا الخط لا يعمل منها أكثر من 100 سيارة، وهناك 362 سيارة مسجلة على خط دمشق الأردن ولا تعمل منها أي سيارة، كما يوجد 139 سيارة سورية مسجلة على خط السعودية ولا تعمل منها أي سيارة، وهناك 355 سيارة لبنانية مسجلة على خط لبنان دمشق و170 سيارة أردنية مسجلة على خط الأردن دمشق وكلها لا تعمل.
وبين بلوق أن أغلب السيارات قبل وباء كورونا وإغلاق الحدود وبعدها تنطلق من خارج الكراج، وكانت بعض الظروف قد أوجدت موافقة لذلك، وفي سبيل ضبط العمل على الحدود تم وضع مكتب قطع في الجديدة يسجل أسماء السائقين ويتقاضى الرسوم من السيارات، ولكن نتيجة ترسيخ الأمن والأمان صدر عن محافظة دمشق في 7/7/2021 القرار 10 المتضمن إلزام جميع المركبات بالانطلاق من مراكز الانطلاق، وكلفت شرطة المرور بتطبيق هذا القرار. لكن حتى الآن ما زالت اغلب السيارات تنطلق إلى لبنان من خارج مركز الانطلاق، ويومياً تتوجه إلى لبنان بحدود 25 سيارة مخالفة لذلك من دمشق، في وقت لا يتجاوز عدد السيارات المنطلقة من الكراج 4 سيارات.
وأضاف رئيس المركز إن الغرامات المحققة على السيارات المخالفة للقرار 35 لعام 2018 بلغ 455 ألف ليرة خلال العام الحالي والغرامة هي خمسة آلاف ليرة، أما المبالغ عن الغرامات للقرار 10 لعام 2021 فوصلت إلى 4950000 ليرة بقيمة 20 ألف ليرة للمخالفة الواحدة إضافة للرسوم.
الوطن