تحدث عدد من مزارعي الزيتون في ريف حمص لـ«الوطن» عن معاناتهم بسبب تدني إنتاجية محاصيلهم من الزيتون خلال الموسم الحالي وانخفاضها بمقدار يزيد على النصف مقارنة بالموسم الماضي، مبينين أنهم لم يستطيعوا فلاحة أراضيهم لارتفاع أجور الحراثة في ظل نقص السيولة المادية وعجزهم عن تأمين حاجة محاصيلهم من الأسمدة أو المازوت الزراعي رغم المطالبات الكثيرة، مشيرين إلى تخوفهم من عدم مقدرتهم على تعويض كلف الإنتاج وما يتسببه ذلك من خسائر فادحة وكبيرة تعود على عاتقهم.
بدوره رئيس فرع اتحاد الفلاحين في حمص يحيى السقا أكد لـ«الوطن» تدني إنتاج محصول الزيتون هذا العام مقارنة بالعام الماضي، عازياً سبب ذلك لعدم تأمين مستلزمات الإنتاج بشكل كافٍ من جهة، والظروف الجوية التي كانت غير ملائمة من جهة أخرى.
وأوضح أنه يوجد مساحات واسعة وكبيرة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون لم يتم حراثتها وفلاحتها نظراً لارتفاع أجور اليد العاملة والحراثة بشكل عام ونقص السيولة المالية لدى الفلاحين على وجه الخصوص، لافتاً إلى أنه لم يتم تأمين مستلزمات الإنتاج من الأسمدة والمازوت الزراعي للفلاحين خلال فترة التحضير للموسم بكميات كافية ولم يتم التمكن من تأمين سوى 40 بالمئة من الحاجة الفعلية، إلا أنه تم توزيع المتوفر حينها بعدالة حسب الإمكانيات.
وشدد السقا على ضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج من المازوت الزراعي والأسمدة قبل موسم الإنتاج للحصول على إنتاجية جيدة وأفضل.
من جانبه أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة حمص ناجي ساعد لـ«الوطن» أن الحالة العامة لحمل الزيتون في مختلف المناطق التي تتم فيها زراعته على امتداد المحافظة من متوسطة إلى خفيفة، موضحاً أن حالة الحمل خفيفة في مواقع ومتوسطة في مواقع أخرى، لافتاً إلى أن الإصابات الحشرية في الزيتون كانت خفيفة وبسيطة هذا العام ومن دون العتبة الاقتصادية وأنه تم مكافحة كل الآفات التي أصابت بعض الأشجار في بعض المناطق من دون أن تؤثر في الإنتاجية بشكل ملحوظ.
وأشار ساعد إلى تدني وانخفاض كميات الإنتاج خلال هذا الموسم بنحو النصف مقارنة بالعام الماضي، مبيناً أن سبب ذلك يعود للظروف الجوية التي كانت سائدة من ارتفاع لدرجات الحرارة العالية وموجة الحر التي حدثت خلال فترة الإزهار والعقد لأشجار الزيتون وأن أغلب الزهر سقط على الأرض جراء ذلك، إضافة إلى أن الزيتون معاوم بطبيعته هذا العام، حيث إن الزيتون يحمل كثيراً في عام ويقل حمله في العام الذي يليه.
وبين ساعد أن زراعة الزيتون تتركز في كل مناطق المحافظة وريفها لكون شجرة الزيتون تتميز بتأقلمها مع جميع المناطق، مشيراً إلى أن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون على امتداد المحافظة تبلغ نحو 96.5 ألف هكتار، منها 12.5 ألف هكتار سقي و84 ألف هكتار بعل، ويبلغ عدد الأشجار المزروعة بشكل إجمالي بالمحافظة نحو 16 مليون شجرة زيتون، منها 14 مليون شجرة بعل و2 مليون شجرة سقي.
وأضاف: إن عدد أشجار الزيتون المثمرة الكلي يقرب من 14.5 مليون شجرة منها مليونا شجرة سقي و12.5 مليون شجرة بعل، كاشفاً عن أن الإنتاج الأولي المتوقع حسب التقديرات للموسم الحالي يقدر بنحو 44 ألف طن من الزيتون، منها 37 ألف طن بعل و7 أطنان سقي، بينما كانت قد بلغت كميات الإنتاج النهائية لموسم 2020 الماضي نحو 85 ألف طن منها 73 طن بعل و12 طن سقي.
وتوقع البدء بموسم قطاف الزيتون بالمحافظة وافتتاح المعاصر فيها في العاشر من شهر تشرين الأول القادم، لافتاً إلى أن المديرية كانت قد قامت بإجراء إحصائية على المعاصر في المحافظة عام ٢٠٢٠ وتبين بعد الجولات الميدانية أن عدد العامل منها كان 44 معصرة من إجمالي عدد المعاصر الكلي في المحافظة والبالغ 67 معصرة.
الوطن