هل تشكل المنصات الرقمية خطراً على الشاشات الفضائية؟ .. محمود إدريس لـ«الوطن»: الأعمال العشارية هي حالة صحية ودليل تعافٍ

الإنترنت وعلاقته بالعمل الفني

بعد وجود الإنترنت في الحياة الواقعية، تغيرت الأساسيات بشكل كبير، فباتت المنصات الإلكترونية منفذاً مهماً لشركات الإنتاج لعرض أعمالها عليها، حيث اتجه صُنّاع الدراما العربية والسورية بشكل خاص في الآونة الأخيرة لنوع جديد من الأعمال، متلخصة بفكرة جديدة وهي إطلاق أعمال تتضمن 10 أو 15 حلقة على الأكثر، وذلك بهدف الابتعاد عن الأعمال الطويلة التي باتت تشكل نوعاً من الملل والرتابة لدى المتلقي.

سبب التوجه إلى المنصات الرقمية

هذه الفكرة لم تأتِ بشكل عشوائي أو اعتباطي بل كانت وليدة فكرتين أساسيتين: الأولى تتلخص بالمشاكل الإنتاجية المالية، والثانية بظهور المنصات الإلكترونية التي تحظى بتفاعل ومتابعة من الجمهور.

الأعمال الدرامية المتكررة… والجمهور ذكي

وإذا أردنا الحديث عن الأعمال التي تتألف من ثلاثين حلقة نجد أنها باتت أعمالاً متكررة ولا يكون هنالك نوع من التجدد والإبداع في النصوص إلا في حالات خاصة، وبالتأكيد هذا الأمر سوف يكون له رد فعل من الجمهور وعادة يكون سلبياً، لأن الجمهور ومع تطور المجتمعات وتوسع الثقافة أصبح قادراً على التمييز بين الأعمال الجيدة وبين الأعمال التي تظهر نهايتها من أولى الحلقات نتيجة ضعف النصوص.

الأعمال القصيرة ومكانتها على الساحة الفنية

أما الأعمال القصيرة وبخلال فترة قصيرة فقد استطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً مناسباً وجيداً ضمن الساحة الفنية، حيث تم عرض أعمال عربية مشتركة على أهم المنصات والمواقع الإلكترونية ولاقت رواجاً واسعاً، ومن أهمها «العميد، دولار، ماوراء الطبيعة» والعديد غيرها.

يشار أيضاً إلى أن الأعمال العشارية على الرغم من قصر طولها، إلا أنها تطرح أفكاراً متجددة، وبرؤية بصرية مختلفة عما قُدم على الشاشات الفضائية.

المنصات الإلكترونية والعشاريات يجتمعان

وبالحديث عن الأعمال العشارية أو «القصيرة» نجد أنها تناسب المنصات الإلكترونية لكونها تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة وخاصة من فئة الشباب، كما أن المنصات والأعمال العشارية يجمعهما خط واحد وهو اعتمادهما على كثرة العدد والتنوع لجذب المتابع.

وللتعرف إلى رأي أهل الاختصاص بهذا الموضوع، تواصلت «الوطن» مع الكاتب «محمود إدريس» الذي أكد أن الاتجاه نحو الأعمال العشارية حالة صحية، لكونها تعتبر بمنزلة الوصول إلى تعافي الدراما السورية العربية بشكل عام، مبيناً أن تعدد الموضوعات من خلال العشاريات يكون أكثر فائدة من طرح عمل وحيد يروي أحداثاً غير مهمة حتى يصل إلى غايته من خلال ثلاثين حلقة.

وإذا كانت المنصات الإلكترونية سوف تحل وتأخذ مكان الشاشات الفضائية في المستقبل، أوضح الكاتب محمود إدريس أن المنصات الرقمية لا تستطيع أن تأخذ مكان الفضائيات، بل ستشكل سوقاً موازياً لها، مبيناً أن الموضوع مرتبط بالتطور التكنولوجي والتقني، مؤكداً على أن الشيء المهم هو ضمان حقوق المنتج وخاصة مع وجود مواقع تأخذ حلقات العمل وتطرحها من غير إذن، مبيناً أنه في الدول الخارجية يوجد قوانين تحمي حقوق المؤلف وتمنع وجود القرصنة الرقمية.

الوطن