نداء الأرواح.. رواية جديدة لصفوان إبراهيم تلامس الواقع

رواية (نداء الأرواح) للأديب صفوان إبراهيم تتكون من سرد فني حكائي يتقارب ويلامس الواقع ويتضمن قصة شاب في حدث واحد لتظهر من خلاله صفات التسامح والمحبة والأخلاق والانتماء والوفاء.

وفي الرواية يقدم الكاتب إبراهيم كيفية تعامل الابن مع أبيه المريض الذي رافقه في المشفى وعايش تحولات مرضه فتعلم منه كثيراً من الصفات وتحمل كل المتاعب التي واجهها خلال مرض أبيه إضافة إلى حب الأب لأبنائه وتوزيع المحبة بشكل يلائم طبيعة كل منهم.

كما يظهر الكاتب في روايته الخلل الذي يقوم به بعض الأولاد تجاه أبويهم فمنهم من باع بيت أبيه بعد موته وترك أمه تستأجر بيتاً صغيراً، جعفر الولد البار بعد موت أبيه يعتبر قبره ياسمينة يهفو إليها كل يوم ويتذكر ما تعلمه من أبيه محاولاً أن يقوم بكل التصرفات التي تجعل منه رجلاً بسلوك رفيع.

وينتقل جعفر من الريف إلى المدينة ويتعرف إلى رجل سوداني جاء إلى دمشق وعاش في أحيائها الأصيلة وكانت بينهما رابطة قوية دفعت جعفر ليقضي أكثر أيامه في بيت الرجل السوداني الذي سمى ابنته ياسمين نسبة إلى ياسمين الشام.

وبرغم قوة البناء السردي وحركة الحدث المتوازنة حدث خلل حيث أورد إبراهيم في الرواية أن جعفر أصبح رئيساً لدورية الشرطة المرافقة لعناصر التموين والذي يوقع على ضبوطهم ويحيل المخالفين في الأسواق إلى التحقيق فليس هناك علاقة تبادلية في القانون بين الشرطة والتموين إلا من خلال المؤازرة فكلاهما يحيل ضبوطه إلى القضاء دون تدخل الآخر.

جعفر بطل الرواية أحب ياسمين وبشكل عفيف ثم بدأ الحب يكبر وبدأت القيم والتسامح والمحبة تظهر من خلال الحدث الروائي الذي ذهب بياسمين في النتيجة إلى أم درمان في السودان ولم تقبل بالزواج من جعفر في سورية لأنها ستعود إلى التراب الذي من المفترض أن تكمل حياتها عليه وبسبب الظروف لحق جعفر بياسمين وهناك أشار الراوي ابراهيم إلى اكتمال علاقة الحب ليكون في نهايتها الزواج توثيقاً لأهمية العلاقات القومية وتماسك العروبة وشدة الانتماء.

الرواية من منشورات دار بعل وضمن ما نوه به في جائزة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا للإبداع الروائي التي أعلن عنها الدكتور محمد الحوراني وتقع في 195 صفحة من القطع المتوسط.

والدكتور الحوراني في تصريح لـ سانا لفت إلى أن هذه المسابقة في سياق التحدي لما يتعرض له الوطن والروايات الأربع التي طبعت واجهت في مضمونها المؤامرة على الوطن ووباء كورونا ودعت إلى استمرار العمل الثقافي بشكله الصحيح ليبقى مجتمعنا المثقف في شخصيته المستعدة لأي مواجهة.

سانا