“انتهاك للمعايير الصحفية والمهنية” هكذا وصف الكاتب الألماني جوليان ماريوس بلوتس تقرير هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” حول الهجوم الكيميائي المزعوم عام 2018 والتي اعترفت الهيئة مؤخرا بأنه يحوي أخطاء خطرة وادعاءات كاذبة منتقدا في الوقت ذاته تعامل وسائل الإعلام الألمانية مع ذلك التقرير وغيره من التقارير حول تلك الحادثة المزعومة.
وأشار الكاتب بلوتس في مقال له في صحيفة يونغ فغايهايت الألمانية إلى أن وسائل الإعلام الألمانية تناولت النمط السردي للمعلومات الكاذبة التي نشرتها “بي بي سي” وغيرها من التقارير الصادرة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعاملت معها بشكل أعمى حيث سيطرت الأخبار الكاذبة والمتعلقة بالهجوم الكيميائي على وسائل إعلام ألمانية آنذاك.
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية قالت في وقت سابق هذا الشهر إن “بي بي سي” أقرت أن الفيلم الوثائقي الذي أذيع عبر قناتها “راديو4” في تشرين الثاني من العام الماضي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما يحوي أخطاء خطرة وادعاءات كاذبة مشيرة إلى أنه وفقاً للمحكمين في هذه القضية فإن الفيلم الوثائقي الذي أعدته الصحفية الاستقصائية في “بي بي سي” كلوي هادجيماتيو أخفق في تلبية المعايير التحريرية للمؤسسة فيما يتعلق بالدقة من خلال نشرها ادعاءات كاذبة.
وبين الكاتب الألماني أن اعتراف “بي بي سي” يوضح الأساليب التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية في تعاملها مع الأحداث في سورية والتي تفتقر إلى الموضوعية المطلوبة واقتصارها على وجهة نظر واحدة وقال: من الواضح أنه كان على الـ “بي بي سي” التلاعب بالحقائق أو ترسيخ هذه الرواية حتى يتمكن السياسيون الغربيون من تبرير تدخلهم في سورية حيث قبلت وسائل الإعلام الألمانية بشكل أعمى المعلومات الموسومة التي كانت الـ “بي بي سي” قد نشرتها.
وبين الكاتب بلوتس أن وسائل الإعلام المحلية بما في ذلك شبكة محطات البث العامة في ألمانيا “أيه أر دي” وكذلك دوتشه فيليه ودوتشلند فونك وصحيفة بيلد قامت “ببيع إدعاءات لا أساس لها من الصحة للألمان على أنها حقائق فيما يتعلق بحادثة دوما وتم تقديم القصة بسرور كبير”.
وأوضح الكاتب أنه كان من المفترض أن تعرف وسائل الإعلام الألمانية بشكل أفضل وخصوصا بحلول عام 2019 على أبعد تقدير ان قيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قامت بتزوير التقرير بشكل واضح وان موظفا ببعثة تقصي الحقائق في دوما قام بإبلاغ مجموعة داخلية من الخبراء حول وجود تلاعب بتقارير المنظمة إلا أن هذا الأمر لم يتم الأخذ به.
وكان تسريب لمسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حصل عليه موقع “ذي غري زون” الإخباري المستقل كشف العام الماضي أن إدارة المنظمة شنت هجوماً خبيثاً ومعيباً ضد مفتشين مخضرمين اثنين أثبتا عدم صحة رواية المنظمة الرسمية بخصوص الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما وان اتهام الجيش العربي السوري به كان لتبرير العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك.
كما نشر موقع ويكيليكس في كانون الأول 2019 أربع وثائق مسربة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تستبعد استخدام غاز الكلور في مدينة دوما بريف دمشق وتكشف أن اختصاصيين في علم السموم استبعدوا أن تكون الوفيات جراء التعرض لمادة الكلورين في دوما وذلك في تأكيد جديد على تلاعب المنظمة بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم.
المصدر:سانا