ضمن ورشة بسيطة في حي الصالحين بحلب وبأدوات يدوية يقوم الحرفي حسن محسن بطباعة الهباري الحريرية والتي تعتبر نوعا من الأزياء التقليدية التراثية التي تدخل في لباس النساء بعدة محافظات سورية كوشاح على الأكتاف أو غطاء للرأس يتم ارتداؤها في العديد من المناسبات الاجتماعية.
ويقول الحرفي محسن في حديثه لمراسلة سانا: “أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 35 عاما عندما كان عمري 12 سنة وقد ورثتها عن والدي وتابعت فيها وأحببتها وما زلت حتى الآن أعمل بها كونها مهنة فريدة مهددة بالاندثار وأشعر انه من واجبي الحفاظ عليها” مضيفا إن هذه المهنة تطورت كثيرا وباتت طباعتها تتم بواسطة قوالب حريرية جاهزة.
وتابع: ينفرد الحلبيون بطباعة هباري الحرير بشكل مميز ورسومات وألوان زاهية إذ تختلف طباعة الحرير عن الطباعة الرقمية أو الآلية للأقمشة الأخرى بسبب ملمس الحرير الناعم وخفة وزنه ما يصعب على الآلات الرقمية التعامل معه ويحتم طباعته بشكل يدوي.
وعن مراحل طباعة الهباري الحريرية بين محسن انه يتم في البداية نسج خيوط الحرير في معامل متخصصة وذلك بإدخال مادة صمغية تسهل عملية النسج ثم توضع المنسوجات الحريرية في ماء مغلي مدة ساعتين للتخلص من الصمغ وتغسل بعد ذلك لإزالة الشوائب عنها تجهيزا لمرحلة الطباعة التي تتم بشكل يدوي دقيق بإضافة أصبغة خاصة وزخارف مميزة.
ولفت محسن إلى أن عملية الطباعة تتم دون أن تتداخل الألوان ببعضها عن طريق إضافة مواد خاصة ويتم بعد ذلك تجفيف المنسوجات الحريرية وتبخيرها لتثبيت الألوان ثم غسلها بمواد التنظيف وتجفيفها ليبقى الحرير محتفظا بنعومته لتصبح بعدها القطعة الحريرية جاهزة للبيع أو التصدير.
وأشار إلى توقف ورشته عن الإنتاج أثناء فترة الحرب لكنها عادت من جديد للعمل حيث يصدر منتجاته إلى عدد من المحافظات التي ما زال سكانها متمسكين بهذا النوع من الأزياء التقليدية النسائية ولا سيما في دير الزور والحسكة إذ يدل ارتداء الهبرية الحريرية على مكانة وقيمة المرأة الاجتماعية.
ويسعى محسن بكل مجهوده للحفاظ على هذه الحرفة المهددة بالزوال كونها موجودة فقط بمدينة حلب وتعاني من ندرة العاملين بها وغلاء الخيوط الحريرية وصعوبة الحصول عليها وذلك وفق شقيقه ماهر الذي أكد أن عائلة محسن مستمرة في الحفاظ على هذه الحرفة القديمة التي ورثتها عن الأجداد لما لها من قيمة معنوية مهمة.
سانا