شظية من الحرب تتصدر المعرض الفردي الأول للنحات هشام المليح

في صبيحة يوم الخميس الـ 21 من شباط سنة 2013 بينما كان أبناء دمشق يتوجهون إلى أعمالهم ومدارسهم وقع تفجير انتحاري إرهابي في حي المزرعة استشهد من جرائه عشرات الأطفال والمواطنين.

بقي من آثار هذه الجريمة البشعة ذكرى الشهداء وشظية القنبلة التي انفجرت وحصدت أرواح الأبرياء لتذكرنا بما فعلته هذه الحرب المجنونة فينا.

الشظية التي التقطها النحات هشام المليح من شارع الثورة بعد وقوع التفجير بأيام احتفظ بها طوال هذه الأعوام ليجد في إقامة معرضه الفردي الأول الذي سيفتتح في صالة زوايا بعد غد فرصة ليقدمها إلى الجمهور ويستعيد من خلالها إلى الأذهان ذكرى ذلك اليوم الأليم.

“لم أعدل في هذه الشظية شيئاً ولكن نثرت عليها بعض الماء ليطالها بعض الصدأ” هكذا يقول النحات المليح لـ سانا الثقافية مضيفاً ” أن نستذكر هذه الجريمة على صورة عمل فني ليس لكي نحزن ونكتئب بل لأن نصمم أكثر على حماية وصون بلدنا فلا تتكرر هذه المآسي ولنمضي في طريق الحياة بعيداً عن اليأس”.

لقد كان المليح في مقر عمله بمركز ممتاز البحرة للفنون التشكيلية عند وقوع ذلك التفجير الإرهابي وهاله رؤية أطفال صغار وقد تلوثت صداريهم بالدماء وهم يهرعون باكين خائفين فأخذ يستقبلهم ويهدئ من روعهم.

ويرفض المليح أن يعطي لهذه الشظية اسماً رغم الاقتراح عليه تسميتها القاتلة لأنه يجد هذه الكتلة الحديدية التي تبلغ سماكتها نصف سم جامدة لا روح فيها ولا عقلاً ولكنها أداة صماء بيد من جعل منها وسيلة للقتل دون تمييز.

ووضع المليح هذه الشظية التي أخذت شكلاً تجريدياً على قاعدة هرمية وأفسح لها المجال للتحرك في كل الجهات لكي يستطيع الناظر اليها رؤيتها كيفما شاء ولكن شكل الفم المفتوح والعينين الضيقتين الحادتين اللتين تكونتا عقب تفجير القنبلة تبدوان ظاهرتين أينما وقف المرء أمامها.

سانا