روسيا لا تعتزم إجراء محادثات مع الحكومة الجديدة في الوقت الحالي.. والصين تبدي استعدادها.

على حين تواصل حركة طالبان مساعيها لكسب الود الدولي، أعلنت روسيا أنها لا تعتزم إجراء محادثات في الوقت الحالي مع الحكومة الأفغانية الجديدة، بينما أبدت الصين استعدادها لمواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان، واصفة تشكيلها بـ«الخطوة الضرورية»، في حين أكدت إيران أن أولويتها استتباب الأمن والاستقرار في أفغانستان.
وحسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»، قال زعيم طالبان، هبة اللـه أخوند زاده، في بيان صدر عنه، أمس الأربعاء: «نريد علاقات إيجابية وقوية مع جيراننا وجميع دول العالم، وذلك انطلاقاً من مبدأ الاحترام المتبادل والتعامل الحسن، وستكون علاقتنا مع الدول مبنية على أساس تحقيق المصالح العليا لأفغانستان، ونحن نلتزم بجميع تلك القوانين والقرارات والمواثيق الدولية التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولا تناقض قيمنا الوطنية».
وأشار زعيم طالبان إلى أن حركته في المقابل تريد من الدول الأخرى أن تتعاون معها وتقيم معها «علاقات بناءة وقوية وروابط سياسية ودبلوماسية حسنة»، متعهداً بعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان للإضرار بأي بلد آخر، وموضحاً: «رسالتنا لجيراننا ودول المنطقة والعالم هي أن أرض أفغانستان لن تستخدم ضد أمن أي دولة، ونحن نطمئن الجميع على ألا يشعروا بأي قلق أو خوف تجاه أفغانستان، ونطلب منهم المعاملة بالمثل».
وطمأن أخوند زاده جميع الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية والمؤسسات الإغاثية والمستثمرين الأجانب على أنهم لن يواجهوا أي مشاكل خلال عملهم داخل أفغانستان، متعهداً بأن السلطات الجديدة ستبذل «قصارى جهدها من أجل ضمان أمنهم وسلامتهم».
كما تطرق زعيم طالبان في بيانه إلى المسائل الداخلية، مشدداً على أن حكومة تصريف الأعمال الجديدة التي تم تشكيلها مؤخراً ستباشر مهامها عاجلاً، وأن جميع الأشخاص المكلفين «سيبذلون قصارى جهودهم في تطبيق الأحكام الشرعية والقوانين الوضعية في البلد، وسيعملون بكل جد واجتهاد من أجل الحفاظ على حدود أفغانستان وتحقيق المصلحة العامة والرفاهية والازدهار، وإرساء الأمن والسلام الدائمين».
على خط مواز، أعلن الكرملين أن روسيا لا تعتزم إجراء محادثات في الوقت الحالي مع الحكومة الجديدة التي أعلنتها حركة طالبان في أفغانستان، مشيراً إلى أن موسكو ستتابع خطوات هذه الحكومة.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين أمس الأربعاء: «نجري عبر سفارتنا في كابل الاتصالات المطلوبة لضمان أمن دبلوماسييها وبخصوص مسائل فنية أخرى، وليست لدينا خطط لإجراء أي محادثات أخرى حالياً»، مشيراً إلى أن روسيا كمعظم الدول الأخرى «ستتابع عن كثب تطورات الوضع في أفغانستان والخطوات التي ستتخذها الحكومة الجديدة».
وحذر بيسكوف من أن هناك مخاطر محتملة قد تواجهها روسيا قادمة من أفغانستان، منها تهريب المخدرات وأنشطة الجماعات الإرهابية.
بدورها أبدت الصين استعدادها لمواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، ووصفت تشكيلها بأنه «خطوة ضرورية» في إعادة الإعمار.
وحسب وكالة «رويترز»، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، في مؤتمر صحفي في بكين رداً على سؤال ما إذا كانت بكين ستعترف بالحكومة الأفغانية الجديدة التي أعلن عن قادتها أول من أمس الثلاثاء: «إن الصين مستعدة لمواصلة الاتصالات مع الحكومة الجديدة في أفغانستان، والصين تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها».
وأضاف وانغ: «نأمل أن تستمع السلطات الأفغانية الجديدة للناس من جميع الأعراق والفئات، من أجل تلبية تطلعات شعبها وتطلعات المجتمع الدولي».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن أولوية إيران هي استتباب الأمن والاستقرار في أفغانستان وتحقيق إرادة ومطالب شعبها، وحسب وكالة «فارس»، قال خطيب زادة في تصريح تلفزيوني أمس حول الاجتماع الافتراضي للدول الست الجارة لأفغانستان: إن هذا الاجتماع عقد إثر الاجتماع الذي عقد قبل عدة أيام للمندوبين الخاصين في شؤون أفغانستان، وأوضح أن جدول الأعمال الرئيس للاجتماع تمحور حول كيفية تحقيق إرادة ومطالب الشعب الأفغاني والوصول إلى أفغانستان آمنة تنعم بالسلام والاستقرار.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية استخدام الأداة العسكرية والتدخل الأجنبي تكراراً لخطأ تكرر عدة مرات في تاريخ أفغانستان المعاصر ويجب على الجميع الالتزام بالحوار كمبدأ أصيل وينبغي على الدول الجارة المساعدة كي لا يحدث التدخل الأجنبي.
وعقد بعد ظهر أمس الأربعاء، الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الست الجارة لأفغانستان، وشارك فيه إيران والصين وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمنستان، بهدف دراسة أحدث تطورات الأوضاع في هذا البلد.

الوطن