أودى السرطان بحياة ما يقدر بنحو 9.6 مليون شخص على مستوى العالم في عام 2018، ما يجعله ثاني أكبر قاتل في العالم.
وعلى الرغم من التطورات الطبية، ما تزال علاجات المرض محدودة وقاسية. ومع ذلك، أوضحت الدراسات أن النقص في فيتامين واحد يمكن أن يحمل أدلة على تطور المرض.
وهناك عدد من عوامل نمط الحياة المسؤولة عن تطور السرطان. وفي حين أن النظام الغذائي السيئ هو أحد المذنبين الرئيسيين، تشير الدلائل إلى أن نقص الفيتامينات والمعادن الحيوية يمكن أن يتسبب أيضا في تلف الحمض النووي. وعلى الرغم من أن معظم الفيتامينات تُمتص من خلال النظام الغذائي، يمكن الحصول على بعضها – لا سيما فيتامين (د) – من خلال التعرض لأشعة الشمس. وأظهرت الدراسات أن فيتامين (د) يمكن أن يحمي أيضا من السرطان بسبب تأثيره على دورة حياة الخلايا.
وقامت موريلو ريناتو ماتوس ماتشادو، من قسم أمراض النساء والتوليد في كلية بوتوكاتو الطبية بجامعة ولاية ساو باولو، بتحليل بيانات من 209 نساء بعد سن اليأس مصابات بسرطان الثدي، المشخصات حديثا.
وقيست مستويات فيتامين (د) لدى جميع النساء المصابات بالسرطان بعد التشخيص – وحُددت مستويات المصل التي لا تقل عن 30 نانوغراما/مل على أنها كافية.
ولم يبلّغ أي مشارك عن تناول مكملات فيتامين (د) في بداية الدراسة.
ولاحظ الباحثون ارتفاع معدلات نقص فيتامين (د) ونقصه بين النساء المصابات بسرطان الثدي.
وكشفت النتائج أن 55.6% من مرضى سرطان الثدي، يعانين من نقص فيتامين (د) مقارنة بـ 49.3% من المجموعة الضابطة، و26.2% من مرضى السرطان يعانون من نقص فيتامين (د)، مقارنة بالضوابط الصحية.
وأشار الباحثون إلى أنه “كُشف عن تركيزات غير كافية أو ناقصة من فيتامين (د) لدى 81.8% من النساء المصابات بالسرطان، و69.6% من النساء غير المصابات بالسرطان.
وهذه النتائج تتفق مع الدراسات السابقة التي أظهرت ارتفاع معدل نقص فيتامين (د) بين النساء المصابات بسرطان الثدي.
وقد يكون للشكل النشط من فيتامين (د) ومشتقاته تأثيرات مضادة للورم من خلال التنظيم السلبي لإشارات عامل النمو، بالإضافة إلى تأثيره على الانتشار والتمايز وتكوين الأوعية.
وأضافت ماتشادو: “إن تأثيرات مستقلب فيتامين (د) النشط على الثدي تتوسطها مستقبلات فيتامين (د)، التي تتحكم في التعبير عن الجينات التي تنظم تكاثر الخلايا والتمايز. وقد يقلل الفيتامين من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق منع تكاثر الخلايا، والحث على التمايز، وتثبيط تكوين الأوعية في كل من الثدي الطبيعي والخبيث. وأشارت العديد من الدراسات غير المنضبطة إلى ارتفاع معدل نقص فيتامين (د) لدى النساء المصابات بسرطان الثدي”.
وتضيف الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تظهر ارتباطا عكسيا بين نقص فيتامين (د) والإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والكلى والرئة والبنكرياس.
ووجدت دراسات سابقة أن مكملات فيتامين (د) يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 38%.
وكان يعتقد سابقا أن الفيتامين يمكن أن يقلل فقط من خطر الوفاة من السرطان، على عكس معدل الإصابة بالمرض بشكل عام.
ويؤثر نقص فيتامين (د) على مليار شخص في جميع أنحاء العالم، مع أعراض تشمل الاكتئاب وآلام العظام والظهر والتعب.
المصدر: إكسبريس