ثقافي أبو رمانة يبحث في أمسية تفاصيل «الحب والحرب»! … وليم عبدالله لـ«الوطن»: صوت الرصاص يعلو فوق كل شيء إلا فوق نبض القلوب

ضمن فعاليات النادي السينمائي في مؤسسة «أحفاد عشتار»، عُرض الفيلم الوثائقي «الحب والحرب»، في مركز ثقافي أبو رمانة، والذي يتناول قصص الحب الممزوجة بغمار الحرب، هي تفاصيل مهمة تشبه خيوط النور في قلب عالم مظلم بحث فيها المخرج وليم عبدالله، عن حالات تبهج القلب وسط الدمار.

الزمان كان أثناء اندلاع فتيل الحرب عام 2015، وبظروف صعبة حيث كان التنقل بين المحافظات غاية ليست سهلة، استطاع عبدالله أن يخترق كل التحديات، وذهب إلى بيوت الجنود السوريين الذين لطالما ضمدوا بسواعدهم جرح الوطن، ليتوغل بوثائقي أعده وأخرجه بنفسه بداخلهم يقتنص مشاعرهم النبيلة، ويسمع قصص حب تروى حفظت معها، أعطتهم القوة ليكملوا ويحاربوا وينتصروا..

يحق للوثائقي الذي جاء بعنوان «الحب والحرب»، أن يفرح بترسيخ حالة الحب، فهي جمعت وآلفت بين قلوب كانت لوهلة قاسية، فلم تمنع قسوة المشهد فتيات من حماة ودير الزور ودرعا، أن يحببن ويعشقن جنوداً سوريين لم يبالوا من خطورة التواصل، فدافعوا عن حبهم ليتوجوا زواجهم رغم كل شيء في قصص ستبقى خالدة لتروى لناسهم وجيرانهم ومن بعدها أبنائهم.

فكان الحب

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف وليم عبدالله: «أن الحب والحرب ليس مجرد عنوان فيلم وإنما حرب كاملة حدثت بين الإرادة والضعف، الحب والكره، الحقيقة والزيف، أبطال هذه الحكاية جنود من الجيش وفتيات من المناطق الساخنة التي حدثت فيها المعارك، هناك حيث علا صوت الرصاص فوق كل شيء لكنه لم يعل فوق إيقاع نبض القلوب، فكان الحب».

وأضاف عبدالله: «رغم قسوة الحرب وانشغالي بتفاصيلها القاسية إلا أنني توقفت عندما سمعت بقصص الحب التي جمعت هؤلاء الجنود مع الفتيات، تركت كل شيء وقلت لنفسي يجب توثيق هذه الحكايات بفيلم ليراها الجميع لاسيما الناس في الخارج الذين كانوا ضحية الإعلام الخارجي والصورة المشوّهة التي يروج لها عن المجتمع السوري».

وبيّن عبدالله أن هذه التوثيقات: «أتت مع الشخصيات الحقيقية وفي الأماكن الحقيقية لتدحض كل أشكال التزييف الذي عانت منه الحقيقة السورية، ورغم صعوبة تنفيذ الفيلم إلا أنني تمكنت من نقل الصورة الصحيحة لما حدث في الواقع».

عن الوثائقي

ومن الجدير ذكره أن الزمن الذي تم تصوير الفيلم فيه كان في نهاية العام 2015 وبداية العام 2016 وهذا يعني ذروة الحرب السورية وذروة التجييش الإعلامي الكبير ضد هذا البلد وشعبه، وبالتالي كان ظهور مثل هذا الفيلم أشبه بصدمة لكل الإعلام الأجنبي الذي روّج لانشقاقات اجتماعية في سورية وإلى انعدام الأمن والأمان فكانت قصص الحب هي الدرع الحصين لهذا الشعب الطيب والتي واجهت بكل إنسانية تلك الهجمات المتكالبة على تشويه الواقع، وتمّ تصوير الفيلم بإمكانيات أقل من بسيطة، كاميرا واحدة دون أي معدات أخرى وفي ظروف أمنية هزيلة، فالمسلحون متواجدون في المحيط ولا أحد يعرف من أين يظهرون ولا كيف يختفون، لذلك كانت المغامرة هي سيدة الموقف ومسألة النجاح أو الفشل بيد الظروف أكثر مما هي بيد المخرج والمصور.

القصص جمعت شباباً من اللاذقية وحماة مع فتيات من يبرود ودير الزور، تم الحديث عن اللقاء الأول كيف حدث وعن بداية مشاعر الحب وكيف واجهوا الظروف التي حالت دون إنجاح قصصهم في البداية لكنهم حاربوا من أجلها ونجحوا في النهاية، تمّ إظهار المجتمع السوري الطيب الذي رغم قسوة الحرب لم ينسَ أصله الكريم والمحب وهذا ما ساعد أبطال الفيلم بالنجاح في تتويج قصصهم بالزواج رغم اختلاف الطوائف والسياسات التي كانت تسيطر على مناطقهم.

لمحة سريعة

والمخرج وليم عبدالله انطلق من المسرح كممثل وتعلم الكتابة من خلال الجو المسرحي، ودخل هذا العالم حتى يلحق بالهدف الأساسي ألا وهو الإخراج المسرحي، ورغم أنه أحب المسرح إلا أن السينما بعوالمها أخذته ليكمل الطريق.

الوطن