بعد أشهر من الجهد والعمل والدراسة.. إطلاق المرحلة التجريبية من مشروع (سكاي بايك) في اللاذقية

بعد أشهر من الجهد والعمل والدراسة.. إطلاق المرحلة التجريبية من مشروع (سكاي بايك) في اللاذقية.موقع أصدقاء سورية.
بعد أشهر من الجهد والعمل والدراسة.. إطلاق المرحلة التجريبية من مشروع (سكاي بايك) في اللاذقية.موقع أصدقاء سورية.

أطلق فريق (روح سورية) المرحلة التجريبية من مشروع (سكاي بايك) بعد أشهر متواصلة من العمل الدؤوب والبحث والدراسة والشغف والإصرار لتحويل فكرة كانت أشبه بالحلم إلى واقع ملموس بأياد شبابية وخبرات محلية وتمويل ذاتي تمهيداً لافتتاحه الرسمي.

ويوفر المشروع الذي نفذه الفريق الشبابي في قرية الطارقية التابعة لبلدة مشقيتا بريف اللاذقية الشمالي تجربة هي الأولى من نوعها في سورية والمنطقة إذ يتيح لزواره من هواة ركوب الدراجة وعشاق المغامرة والتشويق الاستمتاع برحلة قصيرة على مسار يمتد مسافة 250 متراً منها 40 متراً ضمن غابة صنوبرية وعلى ارتفاع 40 متراً من قعر البحيرة و13 متراً في حال ارتفاع منسوب المياه شتاء.

وبين قائد الفريق علي إسبر 27 عاماً لمراسلة سانا أن النجاح الذي حققه مشروعهم (الزيب لاين) في منطقة السميحقية بريف مدينة القدموس في محافظة طرطوس واستقطاب أكثر من 4 آلاف مشارك شكل مصدر إلهام لهم وحافزاً للمضي قدماً في مشروع جديد من حيث الفكرة والتصميم وتعدد الأهداف التي تنسجم بالكامل مع عملية تنمية المناطق الريفية والإضاءة على مقوماتها الطبيعية والتعريف بالمواقع البيئية وتنشيط الحركة السياحية من خلال إدخال رياضات احترافية وخلق فرص عمل لقاطنيها في المنشآت الخدمية والمحال التجارية والمنتزهات الشعبية التي تزخر بها المنطقة.

وأوضح إسبر أنه كان من المقرر أن يبدأ النشاط بمسير ضمن غابات مشقيتا إلى تل صغير وراء جزيرة الغزلان يليها جولة بالقوارب للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تنفرد بها هذه المنطقة عن سواها وتوثيقها وصولاً إلى موقع المشروع الانتظار لخوض تجربة مميزة وركوب الدراجة في الهواء الطلق انطلاقاً من المطعم وحتى نقطة النهاية في الغابة الصنوبرية مروراً فوق البحيرة إلا أن الانخفاض الكبير لمنسوب مياه البحيرة أثر على خطة الفريق معرباً عن أمله بأن يكون موسم الشتاء هذا العام أفضل من سابقه من ناحية غزارة الهطولات المطرية وامتلاء البحيرة من جديد.

أما عن معدات المشروع فأشار إسبر إلى استخدام كابلات فولاذية متينة جداً تحمل 40 طناً “20 طناً للكبل العلوي و20 طناً للكبل السفلي” مثبتة بطريقة احترافية على أعمدة بيتونية وكل عمود له قدرة على تحمل قوة شد تصل إلى 300 طن لكل منها أما الدراجة فهي يابانية معدلة ومخصصة لمثل هذه الرياضات وتختلف عن الدراجة العادية بقدرتها على تحمل أوزان عالية وكرسي الهبوط والبكرات المستخدمة لتثبيت الأشخاص وأحزمة الأمان للوقاية من السقوط (الهارنسات) وكرسي الهبوط مستقلة عن تلك المستخدمة لتثبيت الدراجة وهذه المعدات مستوردة من علامة تجارية متخصصة رائدة في مجال معدات التسلق والإنزال.

ولفت إسبر إلى إخضاع جميع المشاركين لفحص طبي سريع وقياس الضغط والوزن ونسبة الأكسجة إضافة إلى تزويدهم بمجموعة من التعليمات لضمان تجربة آمنة وممتعة بآن معا مؤكداً أن إتقان ركوب الدراجة الهوائية أو القدرة على التوزان ليسا شرطين أساسيين ويمكن لأي كان خوض هذه التجربة فالدراجة مصممة ومثبتة بحيث لا تحتاج إلى أي خبرة سابقة إنما القليل من الجرأة والشجاعة والثقة بالنفس.

وحول اختيار قرية الطارقية كموقع للمشروع أشار إسبر إلى أن الفريق وعلى مدى أكثر من أربعة أعوام نفذ وما زال ينفذ العديد من الفعاليات والمخيمات والإنزالات في هذه المنطقة التي تتميز بإطلالات ساحرة ومناظر بانورامية رائعة يشكلها تداخل المياه بزرقتها الصافية مع الجبال والغابات التي تضفي على المكان رونقاً خاصاً يعززه طيف الألوان الذي تكتسيه مع تبدل ساعات النهار لكن أجملها عند الغروب.

ولفت إلى أن جميع أعمال المشروع تمت بشكل يدوي بكل دقة وعناية رغم الإمكانيات المحدودة حرصاً على سلامة المكان وعدم إلحاق أي ضرر بالأشجار إضافة إلى تنفيذ حملة لتنظيف الغابة الصنوبرية من النفايات.

زوار مشروع (سكاي بايك) وصفوا التجربة بأنها مليئة بالمغامرة وساحرة بين الطبيعة الجميلة الممتزجة بين المياه والغابات حيث لم يخف الشاب سليمان صالح مشاعر الخوف التي تملكته في البداية إلا أنه سرعان ما تخلص منها حين أخذت عيناه تتأملان منظر الغابات والجبال المحيطة وهو ما أيدته الشابة كارمن معروف التي جاءت مع والدتها وصديقتها ضمن إحدى الرحلات السياحية التي قصدت المكان بهدف خوض هذه التجربة رغم خوفها من الأماكن المرتفعة.

وبكلمات مفعمة بالفرح والسعادة عبرت ميس الجردي عن استمتاعها بهذه التجربة ونصحت جميع الزوار بخوضها لأنها ستنال إعجابهم مؤكدة أن مثل هذا المشروع يشكل إضافة قيمة ويسهم في تعزيز مكانة الطارقية هذه القرية الريفية الساحرة كوجهة سياحية تستحق المزيد من العناية والاهتمام، فيما لفتت طالبة الطب البشري زينب أحمد إلى جمال ومتعة التجربة إذ راودها إحساس رائع كما لو أنها تطير حرة في السماء تخللته لحظات من الخوف والسقوط لأنها لم تركب الدراجة الهوائية طيلة حياتها لكن مشهد المشاركين شجعها على المجازفة.

رشا رسلان

المصدر:سانا