«الكورال السيبيري الروسي».. يضيء سماء العاصمة دمشق …

التميز والحرفية والإبداع والموهبة، التنظيم والجمال.. كل ذلك ممكن أن يطلق كعناوين عن أمسية الكورال الوطني السيبيري في دار الأسد للثقافة والفنون، من خلال سبعين ذواقاً بين عازف ومغن وراقص، أشعلوا فتيل الحب على المسرح وسافروا بنا إلى سيبيريا عبر الزمن لنكتشف ثقافتهم وإرثهم وحضارتهم، نطوف بالحب على وقع موسيقاهم باحثين عن فصول جديدة.

أنه الفن وهل هناك أرقى منه ليعبر عن حقيقة الأوطان.. وضمن إطار التبادل الفني بين وزارتي الثقافة في البلدين سورية وروسيا والمركز الثقافي الروسي بدمشق وبإشراف مباشر من الوكالة الفيدرالية الروسية، قامت فرقة الكورال (دير ستريتينسكي) المشهورة عالمياً بإقامة حفل في كنيسة «الصليب المقدس»، بدمشق.
قدمت خلاله عدداً من التراتيل والأغاني الشعبية الروسية بحضور عدد من فرق الكورال السورية التابعة لأكثر من ست كنائس سورية، وبحضور عدد كبير من المهتمين ورجال الدين.
وقد تميز العرض بتفاعله مع الأداء الرائع لهذه الجوقة، كما أقامت الفرقة نفسها حفلا آخر في دار الأسد للثقافة والفنون، حضره وزراء شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والتعليم العالي بسام إبراهيم والثقافة لبانة مشوح والسفير الروسي في سورية ألكسندر يفيموف وعدد من المدعوين.
وقدم خلال العرض أغاني وأعمالاً مختلفة عما قامت بتقديمه في قاعة الكنيسة. كما تم افتتاح معرض الصور التشكيلية والوثائقية القديمة الخاصة بتاريخ الأديان والرهبنة الروسية بعد الحفلة في القاعة نفسها.

عن الحفل

حيث أحيا فريق الكورال الوطني الأكاديمي السيبيري الروسي الشعبي حفلاً فنياً في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق قدم خلاله أغاني شعبية روسية راقصة وبعض المعزوفات التي عكست التراث والفلكلور الروسي.

وقدمت الفرقة المؤلفة من 79 فناناً روسياً فقرات غنائية ولوحات فنية راقصة تعكس الثقافة السيبيرية للجمهور الذي ضم أفراداً من الجالية الروسية في سورية.

وسبق الحفل معرض فني تضمن لوحات وصوراً متنوعة لمناطق سياحية في سيبيريا تعكس الحياة والطبيعة.

دمشق تجذب الثقافة الروسية

تفاعل الحضور من المثقفين والمهتمين مع العروض، جذب عدداً من الفرق المهمة في روسيا.

حيث قدم فريق الكورال الأكاديمي السيبيري الروسي الشعبي حفلة رائعة على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق، مع ترحيب كبير من الحضور، وقد حضر عدد كبير من المثقفين ومتذوقي الفن إضافة إلى الحضور الرسمي السوري والروسي من خلال حضور عدد من الوزراء والسفير الروسي إضافة إلى السلك الدبلوماسي المعتمد في سورية.

ويتزامن هذا العرض مع عدد من العروض اللاحقة لفرق روسية أخرى سوف تقوم بعرض إبداعاتها في دار الأوبرا وصالات أخرى.

تضيئ السماء

وبينت رئيسة الجالية الروسية في سورية آنا ستاسييا في تصريح صحفي: «أن الكورال يعكس حقيقة التراث الشعبي الروسي والحياة اليومية للسكان، وقصص الحب وغيرها من خلال اللباس الفلكلوري، الذي تنوع خلال العرض وكلمات الأغاني منوهة بالروابط الثقافية المشتركة بين الشعبين الروسي والسوري وأن هذه الحفلات تؤدي إلى زيادة التبادل الثقافي بين البلدين».

وقد عبر نيافة المطران أفرام عن مشاعره بقوله: إن نجوم الفن الروسي تضيئ اليوم سماء المدينة العريقة دمشق وأن أرواحنا كانت تحلق في السماء أثناء العرض ومع نهايته عادت إلى هذه الأرض الطيبة»

توطيد العلاقات

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق الدكتور نيكولاي سوخوف: «إن هذا التواصل الثقافي بين الشعبين مهم لتوطيد العلاقات وتأسيس تعاون في مجالات أخرى، مثل الدراسة والتعليم والاقتصاد والخ.. ، ففرقة سيبيريا مثلت مناطق مختلفة من روسيا الشاسعة من ناحية التقاليد والرقص والغناء والأزياء، وكذلك الكورال يمثل جانباً آخر من الفن الروسي والطبيعة الروحية الروسية لأنها مثلت الأغاني والتراتيل الروسية، حيث إن الدين المسيحي إلى جانب الدين الإسلامي في طبيعة الحياة بروسيا كبلد وشعب».

وأضاف سوخوف إن: «المركز الثقافي الروسي في دمشق هو كمنظمة فعالة ومستمرة مع وزارة الثقافة السورية، وبمساعدة المؤسسات السورية الأخرى، ولكن نحن كركيزة ننسق وننظم كل هذه النشاطات الثقافية بهدف توطيد العلاقات بين الشعبين وخلق جسر ليس فقط ثقافياً وإنما في كل المجالات الإنسانية، أيضاً هناك عمل حثيث على إعادة الحياة للآثار في سورية، نحن نعرف أن هناك الكثير من الآثار دمرت إن كان في تدمر أو في أماكن أخرى، سنقوم بترميم وتنظيف والتعريف بها وهذا ما يحدث الآن في قلعة الحصن، وقريبا في تدمر».

حالة من الجاذبية

وبدوره أكد الدكتور علي الأحمد أنها: «من أهم مؤشرات التعافي لسورية، هذه الحالة من الجاذبية التي تحصل بالموضوع الثقافي وهذا التدافع الإيجابي بين الفرق الفنية الروسية وغير الروسية التي تحضر إلى سورية، والتي أقامت بعض الحفلات وسوف تقيم حفلات أخرى، ومعروف أن المناخ الثقافي لا يمكن له أن ينمو إلا إذا كان هناك حالة من حالات الأمن المستقر وهذا موضوع أساسي».

وأضاف الأحمد: «إن حضور فرقة الكورال وغيرها من الفرق المتنوعة والتي أقامت وستقيم حفلات في مناطق وأماكن متعددة، والفنانين التشكيليين الذين سيأتون إلى سورية قريبا لرسم الطبيعة والآثار، وقدوم ناس مهتمة بالآثار والذين سيعقدون منتديات تحكي عن الآثار السورية،

كل تلك المؤشرات توضح حالة التعافي ومؤشرات تبين أهمية الانتماء إلى هذا المشرق والإيمان به».

الوطن