التداخلات الدوائية و تأثيراتها


الإعلامية الصيدلانية سارة محمد شاهر ابوسمرة


كثيراً ما نسمع عن التداخلات الدوائية و تحذير الأطباءمن خلط أنواع مختلفة من الأدوية أو الأغذية مع بعضها ،فقد يكون تأثيرُ الدواء في المريض مختلفًا عن التأثير المفترض أو المتوقَّع، لأنَّ ذلك الدواء يتداخل مع دواءٍ آخر يستعمله المريض وهذا يسمى (التداخل الدوائي-الدوائي) أو مع مع
الأغذية أو المشروبات أو المكمِّلات الغذائية التي يتناولها المريض وهذا يسمى(التداخل الغذائي الدوائي) ، أيضاً
مرض آخر يعاني منه المريض (تداخل دوائي مع المرض)
وتكون تأثيراتُ التداخلات الدوائية غير مرغوب فيها عادةً، وتكون ضارَّة في بعض الأحيان،و قد تؤدي التداخلات إلى زيادة أو إنقاص تأثيرات دواءٍ أو أكثر، ممَّا يؤدِّي إلى ظهورآثارٍ جانبية أو إلى فشل العلاج.
نبدأ بالتداخلات الدوائيَّة – الدوائيَّة : حيث يمكن أن تحدثَ التداخلات الدوائية – الدوائية بين الأدوية التي تُعطى بوصفة طبيَّة أو بين الأدوية التي تُعطى من دون وصفة طبيَّة. وتنطوي أنواع التداخلات الدوائية – الدوائية على تضاعف التأثير والتعارض، وتغيير الجسم لأحد أو كلا الدوائين.
فقد يؤدِّي استعمال دوائين لهما نفس التأثير إلى حدوث آثار جانبيَّة شديدة، كما يمكن أن يحدث تضاعفُ التأثير عندما يستعمل المرضى عن غير قصد دوائين يحتويان على نفس المادة الفعَّالة؛ فمثلًا، قد يستعمل المرضى دواءً لمُعالَجَة النزلة وآخر للمساعدة على النوم، وكلاهما يحتوي على ديفينهيدرامين فيتضاعف التأثير ،ولذلك تُعدُّ معرفة مُكَوِّنات الأدوية من الأمور الضرورية، كما ينبغي التحقُّق من تركيب كل دواء جديد لتجنُّب تضاعف التأثير.
كما يمكن أن يحدث تداخلٌ بين دوائين لهما تأثيران متعارضان، ممَّا يقلل من فعالية أحدهما أو كليهما؛ فمثلًا، قد يؤدي استعمال الأدوية المضادَّة للالتهاب غير الستيرويدية ، مثل إيبوبروفين، والمستعمَلة لتخفيف الألم، إلى احتباس الملح والسوائل في الجسم. بينما تساعد مُدرَّات البول، مثل هيدروكلوروثيازيد وفوروسيميد ، على تخليص الجسم من الملح والسوائل الزائدة.. فإذا كان المريضُ يستعمل هذين النوعين من الأدوية، فإنَّ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تُنقص من فعالية مدرَّات البول.
أيضاً يمكن لأحد الأدوية أن يُغيرَ طريقة امتصاص أو انتشار أو استقلاب أو طرح الجسم لدواءٍ خر.
سنتحدث أيضاً عن التداخلات الدوائية – الغذائية (بين الأدوية والطعام ، حيث تشتمل الموادُ الغذائية على الطعام والمشروبات (بما فيها الكحول)، والمكمِّلات الغذائية؛ فقد يُغيِّر تناولُ هذه المواد من تأثيرات الأدوية التي يستعملها المريض.
مثلاً لدينا المكمِّلاتُ الغذائية ، بما فيها الأعشابُ الطبية، هي منتجات (إلى جانب التبغ) تحتوي على فيتامينات أو معادن أو أعشاب أو حموض أمينيَّة، وتهدف إلى دعم النظام الغذائي الطبيعي. تُنظَّم أو تُعامَل المكمِّلات كأطعمة، وليس كأَدوِيَة، لذلك لا يَجرِي اختبارها بشكلٍ شامل؛ إلَّا أنها قد تتداخل مع الأدوية لذلك يجب إعلام الأطباء والصيادلة عن ذلك، لتجنُّب حدوث تداخلات.
و على الرغم من أنَّ الكثيرَ من المرضى لا يَعدُّون الكحول من المواد الغذائية، إلَّا إنه يُؤثِّر في العمليات الحيوية في الجسم، ويتداخل مع الكثير من الأدوية؛ فمثلًا، قد يؤدي تزامن تناول الكحول مع استعمال ميترونيدازول (مُضادّ حَيَويّ) إلى حدوث احمرارٍ في الوجه وصداع وخفقان وغثيان وتقيُّؤ.
ولدينا أيضاً التداخلات الدوائيَّة مع الأمراض اذ يمكن أن تُلحقُ الأدويةالتي تكون مفيدةً في معالجة أحد الأمراض، الضررَ باضطرابٍ آخر أحيانًا؛ فعلى سَبيل المثال، يمكن لبعض حاصرات بيتا التي تُستعملُ في معالجة أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدَّم أن تفاقم حالةَ الربو، وتجعل من الصعب على المرضى المصابين بداء السكري معرفة متى يكون سكر الدَّم شديد الانخفاض لديهم. كما أنَّ بعضَ الأدوية المستعمَلة في علاج الزكام قد تفاقم حالة الزَرَق (ارتفاع ضغط العين). ولذلك، يجب على المرضى إعلام الطبيب عن جميع الأمراض التي يعانون منها قبلَ أن يَصفَ دواءً جديدًا لهم.
لذلك نجد أنه من الضروري استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبلَ استعمال أيَّة أدوية جديدة، بما فيها الأدوية التي لا تُعطى بموجب وصفة طبيَّة والاحتفاظ بقائمة تحتوي على أسماء جميع الأدوية التي يستعملها المريض و مناقشة هذه القائمة دوريًّا مع الطبيب أوالصيدلاني لتجنب تأثيرات الدواء الضارة و الاستفادة من الدواء عالشكل الصحيح ..ودمتم بأتم الصحة و العافية .