تتواصل الانتخابات النيابية في روسيا لليوم الثالث والأخير على أن تختتم عند الساعة الثامنة من مساء اليوم ويتنافس فيها 14 حزبا سياسيا قدموا 5832 مرشحا لاختيار 450 نائبا في مجلس الدوما لفترة السنوات الخمس القادمة.
واتسمت الانتخابات هذه السنة بإطلاق أسلوب التصويت الالكتروني عن بعد في سبعة أقاليم روسية واستخدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين وعمدة موسكو سيرغي سوبيانين ونحو مليوني ناخب بشكل عام إضافة إلى أسلوب التصويت التقليدي بحضور الناخبين إلى مراكز الاقتراع البالغ عددها 96 ألفا في عموم روسيا و348 مركزا في 144 بلدا أجنبيا والإدلاء بأصواتهم هناك.
وزودت نسبة 97 بالمئة من مراكز الاقتراع في عموم روسيا بأجهزة رقابة وكاميرات فيديو تعمل دون انقطاع للتأكد من سلامة سير العملية الانتخابية تحت إشراف مراقبين عن جميع المرشحين والأحزاب المشاركة.
ويشير مراقبون دوليون يتجاوز عددهم 250 مراقبا من 55 بلدا في العالم وممثلو عدة منظمات دولية إلى أن الانتخابات مرت بصورة ديمقراطية وشفافة دون أي شوائب وخروقات جدية تشكك في شرعيتها ومصداقيتها كما تزعم المصادر الغربية.
وذكرت لجنة الانتخابات المركزية أن موقعها تعرض لعدة هجمات الكترونية من الخارج ولكن منظومة التصويت الالكتروني صمدت ولم تتأثر بهذه الهجمات.
وبانتظار البدء بفرز الأصوات وإعلان النتائج الأولية تشير معطيات استطلاع الرأي إلى أن نسبة المشاركة ستتراوح بين 40 و45 بالمئة كما ترجح فوز مجموعة الاحزاب البرلمانية الكبيرة التي تتألف من أربعة احزاب اثبتت حضورها التاريخي في مجلس الدوما على مدى السنوات العشر الاخيرة ويأتي في طليعتها حزب روسيا الموحدة الحاكم يليه الحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب روسيا العادلة ومن المرجح كذلك أن يتمكن حزب الجيل الجديد من تخطي حاجز الخمسة بالمئة من أصوات الناخبين الفعليين ليتمثل رسميا في المجلس القادم إلى جانب الأحزاب الأربعة المذكورة.
ويشارك وفد من مجلس الشعب برئاسة باسم سودان رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الروسية وعضوية صفوان قربي نائب رئيس هذه اللجنة في مواكبة الانتخابات في روسيا بدعوة من لجنة الانتخابات المركزية.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال سودان إنه “من الملفت للنظر خلال ثلاثة أيام من مواكبة العملية الانتخابية إلى مجلس الدوما والمجالس المحلية في روسيا أن العملية تسير بيسر وهذا يدل على التحضير الجيد لهذه الانتخابات من قبل اللجنة المركزية الناظمة للعملية الانتخابية”.
وقال إن المراقبين الدوليين الذين شاركوا في المراقبة على هذه الانتخابات لم يشيروا إلى أي انتهاكات فيها ما يدحض المزاعم والادعاءات الغربية بخلاف ذلك ويدل على أنها اتهامات سياسية محضة مبينا أن التشكيك في شفافية الانتخابات أمر غير مقبول.
بدوره أكد عضو البرلمان الصربي ألكسندر توتش ممثل صربيا في منظمة مجلس البرلمانات الأرثوذكسية أن الانتخابات البرلمانية في روسيا تجري بصورة ناجحة جدا ووفق المعايير الديمقراطية موضحا أن هذه الانتخابات تعكس بصدق إرادة المواطنين في روسيا الاتحادية.
وأشار توتش إلى أن هذه الانتخابات ستفرز برلمانا يواصل السياسات التي تتبعها روسيا في دعم سورية وإحلال الأمن والاستقرار في العالم.
وفي مقابلة مماثلة قالت يوليا روشكوفا رئيسة أحد المراكز الانتخابية في موسكو إن “حجم الإقبال على صندوق الاقتراع في هذا المركز جيد ونتوقع اليوم زيادة كبيرة في عدد الناخبين نظرا لأنه يوم عطلة رسمية وسيكون الاقبال أكبر من اليومين السابقين وهذا ما نأمله أيضا” مشددة على رفض الناخبين الروس نفاق وسائل الإعلام الغربية التي تشكك بشفافية العملية الانتخابية.
من جهتها اعتبرت المخرجة السينمائية المختصة بالتاريخ والناخبة أولغا نيستروفا أن “الدافع لإقبال المواطنين الروس على التصويت هو الثقة التي ولدت لديهم والإيمان بأنه يمكن فعل شيء ما للتقدم بروسيا نحو الأفضل” مشددة على أن روسيا يجب أن تواصل سعيها من أجل السلام في العالم.
وفي حديث مع عدد من الناخبين قال نيكولاي بتروفيتش إن المشاركة في التصويت في هذه الانتخابات مهمة جدا لتكون روسيا من البلدان الرائدة في العالم وتواصل مساعيها الحقيقية لحفظ الأمن الدولي فيما أشار أندريه كوفالوف إلى أن بلاده حققت إنجازات كبيرة في الاتجاه الإيجابي ونحن نسعى لتحقيق مستقبل أفضل لأطفالنا وأحفادنا ومستقبل البلاد برمتها وكذلك من أجل إرساء الاستقرار فيها.
المصدر: سانا