الاكتئاب الموسمي الخريفي

الإعلامية الصيدلانية سارة محمد شاهر أبوسمرة

مع قدوم فصل الخريف و نسماته الباردة التي تلوح برحيل فصل الصيف و الحرارة العالية ، نرى العديد من الأشخاص الذن ينتابهم الشعور بالحزن و القلق و يتحولون من أشخاص في قمة السعادة و النشاط إلى أشخاص حزينين منتهي الطاقة دون سبب حقيقي أو واضح ، فهؤلاء الأشخاص مصابون بما يسمى الاكتئاب الموسمي، اذ يعد الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) نوعًا من الاكتئاب المرتبط بالتغيّرات الموسمية،و يبدأ الاضطراب العاطفي الموسمي وينتهي في نفس الأوقات من كل عام. إن معظم الأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي، تبدأ الأعراض لديهم في الخريف وتستمر طوال أشهر الشتاء، مستنزفةً طاقتهم وباعثةً شعور بتقلب المزاج بداخلهم ، وقليلاً ما يتسبب الاضطراب العاطفي الموسمي في حدوث اكتئاب في الربيع أو بواكير الصييف .في معظم الحالات تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي مع أواخر فصل الخريف أو بداية الشتاء وتختفي في الأيام المشمسة لفصلي الربيع والصيف، وعلى نحو أقل شيوعًا تبدأ الأعراض في الظهور لدى الأشخاص من النمط المعاكس لذلك في فصل الربيع أو الصيف ،وفي كلتا الحالتين، قد تبدأ الأعراض خفيفة ثم تزداد حدة مع تقدم الفصل الموسمي.وقد تشمل علامات الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه ما يلي:الشعور بالاكتئاب معظم اليوم في أغلب الأيام ،فقد الاهتمام بأنشطة كنت تستمتع بها سابقًا ،انخفاض النشاط ،وجود مشكلات تتعلق بالنوم ، الشعور بتغيرات في الشهية أو الوزن،الشعور بالخمول أو الاهتياج ، صعوبة التركيز ، الشعور باليأس أو فقدان الأمل أو الذنب ،تردُّد أفكار حول الموت أو الانتحار.الاضطراب العاطفي الموسمي المرتبط بالخريف والشتاءقد تتضمن الأعراض الخاصة بالاضطراب العاطفي الموسمي المرتبط ببداية الشتاء، الذي يُطلق عليه أحيانًا اكتئاب فصل الشتاء، ما يلي: فرط النوم وتغيرات الشهية، وخاصةً اشتهاء تناول أطعمة عالية الكربوهيدرات وبالتالي زيادة الوزن، الإرهاق أو نقص الطاقةأما الاضطراب العاطفي الموسمي الربيعي والصيفيتتضمن الأعراض الخاصة بالاضطراب العاطفي الموسمي المتعلق ببداية فصل الصيف، والذي يطلق عليه أحيانًا اسم الاكتئاب الصيفي، ما يلي:اضطراب النوم (الأرق) ، فقدان الشهية ،فقدان الوزن ،الشعور بالضيق أو القلقالتغييرات الموسمية في الاضطراب الثنائي القطبيمكن لفصلي الربيع والصيف أن يتسببا لبعض الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب في الإصابة بأعراض الهوس أو بنوع هوس أقل حدة (الهوس الخفيف)، كما يمكن لفصلي الخريف والشتاء أن يكونا فترة يسودها الاكتئاب.من الطبيعي أن يشعر المريض بالتعب عدة أيام ،ولكن عند الشعور بالتعب لعدة أيام والعجز عن الإقبال على الأنشطة التي يستمتع بها، ينبغي أن يقوم بزيارة الطبيب. وهذا الأمر مهم خاصةً في حالة تغير أنماط النوم والأكل، أو بدء تناول الكحوليات للشعور بالراحة والاسترخاء، أو الشعور باليأس أو التفكير في الانتحار.ويبقى السبب الأساسي في الاضطراب العاطفي الموسمي غير معلوم. تشمل بعض العوامل المؤثرة الآتي:ساعتك البيولوجية (نشاطك الإيقاعي اليومي) اذيمكن أن يسبب انخفاض مستوى ضوء الشمس في الخريف والشتاء اضطرابات العاطفية الموسمية (SAD) ، كما يمكن لانخفاض مستوى ضوء الشمس أن يعطل ساعة جسمك البيولوجية وأن يؤدي إلى شعورك بالإحباط.أيضاً يلعب انخفاض السيروتونين،وهو مادة كيميائية في المخ (ناقلات عصبية) تؤثر على المزاج، دورًا في الإصابة بمرض التصلب المتعددحيث يمكن لانخفاض مستوى ضوء الشمس أن يسبب انخفاضًا في مستوى السيروتونين مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط.أيضاً يمكن لتغيّر الفصول إعاقة توازن مستوى الميلاتونين في الجسم، والذي يلعب دورًا في تنظيم النوم واعتدال المزاج.يتم تشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي في كثير من الأحيان عند النساء أكثر من الرجال وتكون الاضطرابات العاطفية الموسمية أكثر شيوعًا بين البالغين من الشباب عن البالغين الأكبر سناً و تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي ما يلي:التاريخ العائلي ،والعيش بعيدًا عن خط الاستواء.ويجب اتخاذ علامات الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه على محمل الجد،كما هو الحال مع أنواع الاكتئاب الأخرى اذ يمكن أن تتفاقم الاضطرابات العاطفية الموسمية سوءًا وتؤدي إلى مشكلات إذا لم تعالج. يمكن أن يتضمن ذلك ما يلي:العزلة الاجتماعية ومشكلات في المدرسة أو العملأو تعاطي المواد المخدرة واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل القلق أو اضطرابات الأكل وأفكار أو سلوكيات انتحارية ،كما يمكن أن تساعد طرق العلاج على منع المضاعفات، خاصة إذا تم تشخيص الاضطرابات العاطفية الموسمية وعلاجها قبل أن تتفاقم الأعراض سوءًا ،عسى أن يكون خريفاً جميلاً تطيب فيه أرواحكم و تمتلئ قلوبكم بالسعادة و الفرح .