الآثار الجانبية للقاحات عبر التاريخ ولقاح استرازينيكا …


الصيدلانية الإعلامية سارة محمد شاهر أبوسمرة


كثرت الأقاويل و الإشاعات حول اللقاح الجديد استرازينيكا لفيروس كورونا و تضاربت الآراء عن مدى فعالية اللقاح و آثاره الجانبية فهو كغيره من اللقاحات التي تحتاج التجربة لتؤيد بالبراهين ، فمنذ زمن بعيد و تاريخ اللقاحات حافل ..
فعلى سبيل المثال لقاح الجدري أدى لحدوث التهاب الدماغ ، فكان معدل حدوث “التهاب الدماغ بعد التطعيم” بين 44.9 حالة لكل مليون لقاح بسلالة Bern المستخدمة في أوروبا الغربية إلى 2.9 حالة لكل مليون لقاح بسلالة NYCBH المستخدمة في الولايات المتحدة. كما اختلف عدد الوفيات المرتبطة مباشرة بـ “التهاب الدماغ بعد التطعيم” من سلالة إلى سلالة، مع 11 حالة وفاة لكل مليون لقاح مع سلالة Bern إلى 1.2 حالة وفاة لكل مليون لقاح بسلالة NYCBH. كما يعتمد حدوث “التهاب الدماغ بعد التطعيم” أيضًا على عمر الشخص الذي تم تطعيمه. لذلك تم استبعاد الأطفال أقل من عمر السنة واحد في الولايات المتحدة، وفي أوروبا تم استبعاد الأطفال لغاية عمر الثلاث سنوات .
وأيضا شلل الأطفال الناجم عن لقاح شلل الأطفال المضعف:
حيث ظهرت الإصابة بشلل الأطفال الناجم عن تلقي اللقاح في كل من روسيا البيضاء (1965-1966) وكندا (1966-1968) ومصر (1983-1993) وجزيرة هيسبانيولا (2000-2001) والفلبين (2001) ومدغشقر (2001-2002)[ وهايتي (2002)، حيث توجد الصراعات السياسية وينتشر الفقر بما يتعارض مع جهود حملات التطعيم ويعمل على إعاقتها. وفي عام 2006، انتشرت الإصابة بفيروس شلل الأطفال المصاحب لتلقي اللقاح في الصين. وتم الإعلان عن حالات إصابة في كل من كمبوديا (2005-2006) وميانمار (2006-2007) وإيران (1995, 2005-2007) وسوريا والكويت ومصر.
ومنذ عام 2005، رصدت منظمة الصحة العالمية حالات الإصابة بشلل الأطفال الناجم عن تلقي اللقاح في شمال نيجيريا والذي كان يرجع سببه إلى وجود طفرة في لقاحات شلل الأطفال الحية الفموية.
وغيرها الكثير من الآثار الجانبية الناجمة عن اللقاحات ، الا أن اللقاحات تعتمد على قاعدة أن الفوائد الناجمة عن التلقيح تفوق بكثير مضار عدم التلقيح، فحالة من مليون حالة لايمكن أن تحرم 9999999 شخص من الحصول على فوائد اللقاحات ووقف تفشي المرض.
فعندما تحدث ضجة اعلامية حول فكرة معينة فإنه سيطلق العنان للشائعات التي لايمكن ضبطها لدى الناس فيجب الحديث و التوعية حول المخاطر المحتملة للقاحات و التوعية بشكل جيد حول اللقاح و آثاره الجانبية و مدى فعاليته فهو ككل أنواع اللقاح عبر التاريخ ما زال تحت التجربة و يحمل العديد من الأوجه و الفوائد و الآثار الجانبية وهنا يجب تبرير اعطاء لقاح استرازينيكا للشباب، فهل هو آمن ويضاهي لقاح السينوفارم و السبوتنيك في أمانه؟ ام أنه لايوجد بدائل؟
فالكثير من الناس ما زالت فكرتهم حول الموضوع مبهمة و لا يقدمون على هكذا خطوة خوفاً من آثارها على المدى القريب و البعيد ،عافانا الله و إياكم من كل مرض و أمدكم بالصحة و العافية