مواصلة أعمال ترميم سوق سويقة حاتم بحلب القديمة

لا تهدأ حركة المعاول ونحت الحجارة لإعادة بناء وتأهيل أسواق حلب القديمة لفتح شرايين المدينة التي دمر جزءاً منها الإرهاب ومنها المعروف بسويقة حاتم لتعود تنبض بالحياة من جديد على يد المهرة من بنائيها الذين احترفوا تطويع الحجر والخشب الصلب ليحافظوا على هويتها العمرانية.

وأوضح المهندس احمد الشهابي مدير مدينة حلب القديمة التابعة لمجلس مدينة حلب لمراسل سانا أن أعمال الترميم والتأهيل في سويقة حاتم التي تضم أكثر من 150 محلاً تجارياً وعدداً من الخانات تشمل الواجهات الحجرية والأبواب الخشبية والمعدنية وإزالة التجاوزات العمرانية والتشوهات البصرية بإشراف كادر من الفنيين والمهندسين من المدينة القديمة.

ولفت إلى أن السوق كان مخصصاً لبيع الأدوات المنزلية وتجهيزات المطبخ ومواد التجميل واكسسوارات الزينة وهو أحد أهم الأسواق التجارية المكشوفة غير المسقوفة ويربط محوري شارع خان الوزير جنوباً الواصل إلى القلعة مع شارع السجن القديم المؤدي إلى دوار السبع بحرات شمالاً.

وأشار الشهابي إلى منح عدد من التجار وأصحاب المحلات المهدمة التراخيص اللازمة من مديرية حلب القديمة والمديرية العامة للآثار والمتاحف بحلب لإعادة ترميم وتأهيل محلاتهم حيث تمكنوا من ترميمها والعودة إليها وممارسة عملهم من جديد فيما البعض الآخر مستمر بالبناء والتجهيز وكذلك ترميم الخانات التجارية ومنها خان البادنجكي وخان موسى الأعرج إضافة للجوامع الأثرية.

كاميرا سانا رصدت أعمال الترميم والتأهيل في سويقة حاتم حيث تتم عمليات قص ونحت الحجارة وتنظيف الواجهات الحجرية وفي هذا الصدد بين العامل احمد حلاق الذي يعمل في مجال نحت الحجارة أنه تتم إزالة الأجزاء المتضررة واستبدالها بحجارة من نفس النوع للحفاظ على شكلها العمراني وبناء الأقواس الحجرية.

وقال عبد القادر طحان الذي يحتفظ بآخر نسخة من التقويم على مدخل محله والمؤرخ بتاريخ الثالث من آب 2012 يوم غادره مكرهاً بفعل الإرهاب “إنه فرح بالعودة إلى السوق حيث عمل على إعادة ترميم محله وتجهيزه استعداداً لافتتاحه والبدء بالعمل به” داعياً جميع التجار للعودة إلى محلاتهم وترميمها لإنعاش السوق من جديد وهو ما أكد عليه جاره عبد الرحمن طحان صاحب محل لبيع أدوات التجميل والزينة والمكياج داعياً الجهات المعنية لتوفير وسائل النقل للوصول إلى السوق.

وبين عبد الفتاح عجم أنه يعمل في محله الذي ورثه عن أبيه وجده وأنه عاد بكل إصرار لترميمه وإعادة افتتاحه لبيع اكسسوارات الزينة وبعض أدوات المطبخ والأادوات التراثية فيما قال الشاب عبد العزيز كركر” إنه عاد لحلب بعد غياب عنها لسنوات قضاها في مصر إذ أن شوقه إليها دفعه للرجوع والعمل مع أخيه في ترميم المحل المعد لبيع الأدوات المنزلية والمطبخ” متمنياً عودة الحياة الطبيعية لجميع أسواق مدينة حلب مع الاهتمام بتحسين واقع الكهرباء فيها.

وعلى مدخل السويقة الجنوبي وبالتوازي مع ترميم المحلات التجارية تتم أعمال ترميم الجامع الأثري الملاصق لهذه المحال والذي تضرر أيضاً جراء الإرهاب حيث قال محمد امونة متعهد تنفيذ أعمال الترميم” إنه تتم إعادة بناء وترميم ما تهدم من البناء ومنها قبة الجامع التي تمت إعادتها حجرية كما كانت والواجهات والأبواب والأقواس الحجرية مع الحفاظ على هويتها العمرانية بخبرات وأياد محلية من أبناء المدينة”.

سانا