ملتقى اقتصادي حول الطاقات المتجددة في طرطوس … إقامة معامل لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات ذات النوعية المميزة

«الطاقات المتجددة وتطبيقها في المشاريع المتوسطة والصغيرة»، كان عنوان الملتقى الاقتصادي الذي أقامه المكتب الاقتصادي بفرع طرطوس لحزب البعث برعاية وحضور عضو القيادة المركزية للحزب رئيس المكتب الاقتصادي المركزي عمار السباعي، وذلك في صالة المركز الثقافي العربي في طرطوس.
تخلل الملتقى شرح ومناقشة مفهوم الطاقات المتجددة وأشكالها وأهميتها وكيفية تطبيقها في القطاعات المختلفة الصناعية والزراعية والمنزلية، والدور التنموي للمشاريع المتوسطة والصغيرة حيث تضمن الملتقى محورين:
المحور الأول: تحدث به المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور يونس علي عن تطبيق الطاقات المتجددة والعوامل الواجب توافرها للاستثمار في هذه الطاقات وتطبيقاتها وكيفية استخدامها في القطاعات الصناعية والزراعية والمنزلية، مشيراً إلى أن اعتمادنا على هذه الطاقات مازال ضعيفاً جداً حيث لا يتجاوز ما ينتج من خلالها مئة ميغاواط والمخطط من الآن حتى 2030 أن يصل إلى 1500 ميغاواط.
المحور الثاني: تحدث به المدير العام لهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة د. إيهاب إسمندر عن الدور التنموي للمشاريع المتوسطة والصغيرة، واستعرض المسح الشامل والتفصيلي لهذه المشروعات وتعدادها، واعتبر أن قطاع المشروعات من أهم أدوات عوامل القوة الاقتصادية لأن طاقته الإنتاجية تلعب دوراً أساسياً في تأمين السلع الأساسية المطلوبة للسوق السورية ويساعد في تجاوز التحديات التي تواجهها نتيجة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية ويسهم بخلق المزيد من الفرص الاستثمارية داخل السوق السورية.
بعد ذلك فتح الباب للحضور للمداخلات والتساؤلات وكان أول المتحدثين مازن حمّاد رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس الذي أشار إلى أن واقعنا الكهربائي بات في أسوأ حالاته وهذا ما انعكس وينعكس سلباً على العمل والإنتاج والحياة العامة وحمّل المعنيين في حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق مسؤولية توقف المستثمرين عن إقامة مشاريع الطاقات المتجددة بعد انطلاقها استناداً للمرسوم 32 لعام 2010 وطالب حمّاد بتنفيذ توصيات ومقترحات ورشة العمل التي أقامتها الغرفة بداية هذا العام برعاية وحضور وزير الكهرباء حول الطاقات المتجددة ولاسيما أن الوزير اعتبرها من أنجح الندوات كما طالب بتشجيع المستثمرين على إقامة مشاريع الطاقة المتجددة من خلال القروض والتسهيلات.
ثم تحدث أكثر من عشرة أشخاص وتركزت تساؤلاتهم وطروحاتهم على ضرورة توفير البنى التحتية لمشاريع الطاقات المتجددة وإقامة معامل لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والمستلزمات الأخرى ذات النوعية المميزة، وعلى إقامة مشاريع ضخمة تقيمها الدولة أو بالتشاركية مع القطاع الخاص وعدم الضغط على المواطنين لأن أغلبهم غير قادرين على تركيب الطاقة الشمسية الكاملة، هذا إضافة إلى المشكلات التي ستحصل بين أصحاب الشقق في كل بناء لكون السطح لا يكفي للجميع في حال أرادوا تركيب ألواح شمسية، كما طالبوا بإقامة المزارع الريحية في فتحة حمص التي تكفي كل البلد وباستثمار الزيت الصخري الذي نملك منه كميات ضخمة.
عمار السباعي عضو القيادة أكد أهمية استخدام الطاقات البديلة وخاصة بعد الحرب الظالمة التي استهدفت الوطن ودمرت معامله واقتصاده، لافتاً إلى أن سورية تملك الكثير من الإمكانات والقدرات التي يجب البحث عنها واستثمارها بالشكل الأمثل، ومبيناً أهمية هذه اللقاءات التي تهدف إلى تبادل الأفكار وتجميعها ومناقشة كيفية تطبيقها على الواقع على أن يكون هناك آلية لتنفيذ التشريعات، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تتطلب وقوف الجميع بعضهم إلى جانب بعضٍ لأن العمل مسؤولية الجميع تجاه الوطن، وشدد على أهمية تسليط الضوء على المشاريع المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر والعمل على نشر ثقافة المشاريع الصغيرة من خلال دور الإعلام، ونشر ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع إبداع وابتكار تجمعات حرفية وصناعية ومراكز تدريبية لهذه المشروعات.

الوطن