يحيي أبناء الشعب الياباني اليوم الذكرى الـ 76 لكارثة القاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما والتي لا تزال رغم مرور أكثر من سبعة عقود شاهداً على جرائم وفظائع الولايات المتحدة بحق الشعوب والإنسانية حول العالم.
جريمة إلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما أواخر الحرب العالمية الثانية عام 1945 شكلت أحد أكبر الكوارث الإنسانية والبيئية في القرن العشرين حيث خلفت عشرات آلاف الضحايا بين قتيل ومصاب ومشوه إضافة إلى أضرار مادية وبيئية لا تزال آثارها ماثلة حتى الآن.
الكارثة التي يستذكرها اليابانيون وشعوب العالم وقعت يوم السادس من آب عام 1945 عندما أمرت حكومة الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان لتكون واحدة من أفظع الجرائم التي ترتكبها امريكا واكثرها وحشية.
وفي صبيحة ذلك اليوم وأثناء توجه سكان المدينة إلى وظائفهم وأعمالهم أغار الطيران الأمريكي على وسطها وألقى القنبلة الذرية المعبأة باليورانيوم والتي كانت تزن أكثر 5ر4 أطنان من على ارتفاع 1980 قدماً لتتحول المدينة بعد دقائق قليلة إلى كومة من اللهب والرماد وبمحيط انفجار بلغ 13 كيلومتراً مربعاً في أكبر انفجار عالمي كان معروفاً حتى ذلك الوقت.
ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار وصل إلى ألف متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار شحمية سوداء في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة لكن آثار القنبلة وأضرارها لم تقتصر على توقيت القائها بل امتدت لسنين طويلة على مدى أجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب الإشعاعات التي تؤكد دراسات أن تأثيرها ما زال مستمرا حتى اليوم من خلال الإصابة بأمراض السرطان المختلفة والمواليد بعيوب خلقية.
الجريمة التي ارتكبتها واشنطن بحق الإنسانية لم تنحصر بإلقاء قنبلة ذرية واحدة على هيروشيما فبعد أن رفضت الحكومة اليابانية آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام أعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي بعد يومين من القنبلة الأولى ما أدى إلى مقتل نحو 80 ألف شخص واستسلام طوكيو في نهاية المطاف.
إحدى الجامعات اليابانية أجرت دراسة حول آثار الإشعاع الناجم عن القنبلتين فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث هذه الآثار.
الانفجارات المشبعة بالمواد الانشطارية المشعة أدت أيضا إلى إرسال كرات نارية قتلت الكثير من الأبرياء وأصابت آخرين بأمراض خطيرة وحادة حيث ارتفعت أعداد الإصابات بالأمراض الخبيثة كما أحدث ذلك تغييراً في الصفات الوراثية للشعب الياباني.
الجريمة الأمريكية في هيروشيما وناغازاكي جاءت في إطار السياسات الأمريكية القائمة على الحروب والتدخل العسكري والهيمنة الامبريالية المستمرة حتى وقتنا الحاضر وشملت الكثير من دول العالم بينها فيتنام وكوبا وبنما وافغانستان والعراق وسورية واليمن وغيرها.
سانا