طاجيكستان تنفي هبوط طائرة الرئيس الأفغاني على أراضيها وتضارب الأنباء عن مكان وجوده …

أعلنت وزارة الخارجية الطاجيكية أن الطائرة التي تقل الرئيس الأفغاني أشرف غني لم تدخل المجال الجوي لطاجيكستان ولم تهبط على أراضي البلاد، فيما قامت القوات الأميركية بإطلاق النار في مطار كابل بعد أن اجتاح آلاف الأفغان المدرج، مع بدء «طالبان» بجمع الأسلحة من أيدي المدنيين في كابل.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيان للخارجية الطاجيكية أمس «أن الطائرة التي كان على متنها أشرف غني لم تدخل المجال الجوي لطاجيكستان ولم تهبط على أراضي البلاد كما أن الجانب الطاجيكي لم يتلق طلباً بهذا الخصوص من الجانب الأفغاني». وكانت وسائل إعلامية تحدثت أول من أمس عن مغادرة غني العاصمة كابل إلى طاجيكستان.
بدورها أكدت السفارة الأفغانية في أوزبكستان أنه لا توجد أي معلومات بشأن وجود غني في أوزبكستان، وقال ممثل عن البعثة الدبلوماسية في تصريح حسب «سبوتنيك»: لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات وليس لدينا أي شيء بهذا الصدد.
في حين ذكر مصدر مقرب من السلطات الأفغانية أن رئيس البلاد أشرف غني الذي غادر أفغانستان أول من أمس الأحد، وصل إلى سلطنة عمان ويقيم هناك في الوقت الراهن.
وفي تصريحات لوكالة «نوفوستي» الروسية علّق المصدر على نفي هذا النبأ من قبل السلطات العمانية واصفاً إياه بأنه «رد فعل طبيعي».
وفي وقت سابق، كشفت السفارة الروسية في كابل لوكالة «سبوتنيك» أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، هرب من كابل بسيارات مملوءة بالأموال، بقيت بعضها في المطار لعدم تمكنه من نقل الأموال كلها.
إلى ذلك أعلن ممثل المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر، سهيل شاهين، أن حكومة أفغانية جديدة ستضم أولئك الذين لم يكونوا أعضاء في الحركة.
وقال شاهين في الدوحة: «عندما نتحدث عن حكومة إسلامية أفغانية منفتحة يعني ذلك أن الأفغان الآخرين سيكونون أيضاً جزءاً من الحكومة»، وأشار في الوقت ذاته إلى أنه من السابق لأوانه الآن تحديد المسؤولين من الحكومة السابقة الذين سينضمون إلى الحكومة الجديدة، مضيفاً إن طالبان تريد أن تدخل «شخصيات معروفة» الحكومة الجديدة.
كما صرّح بأن «طالبان» تضمن الأمن لكل العسكريين ورجال الأمن الذين سينزعون سلاحهم وسينضمون إلى الحركة.
وأكد مسؤولون في حركة «طالبان» أمس، أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابل وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال عضو كبير في الحركة «الوضع هادئ وفقاً لما لدينا من تقارير»، ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في «طالبان» أن أكثر من 90 بالمئة من المباني الحكومية تحت سيطرة الحركة.
من جهة أخرى، أعلنت سلطة المطار في كابل عن إلغاء الرحلات الجوية «بسبب الفوضى»، فيما ذكرت وكالة «سبوتنيك» أن الجيش الأميركي أطلق النار على الأفغان في المطار، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه «تم تأمين محيط المطار، وأرسل الأميركيون 6000 جندي لإجلاء نحو 30 ألف دبلوماسي أميركي ومدني أفغاني تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون من انتقام طالبان».
بدوره، أكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة «طالبان»، محمد نعيم، أن الحرب انتهت في أفغانستان، وأن نوع الحكم وشكل النظام في أفغانستان «سيتضح قريباً»، مطمئناً بقوله «إننا سنوفر الأمان للمواطنين والبعثات الدبلوماسية، نحن مستعدون للحوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وسنكفل لهم الحماية الضرورية».
كما صرّح قائد في الحركة لوكالة «رويترز» أن المسلحين «يعيدون تنظيم صفوفهم من مختلف الأقاليم»، مضيفاً إن «طالبان لن تشكل هيكلاً جديداً للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية».
وأضاف مسؤول «طالبان»، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابل «بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية».
من جهته، أعلن نائب الرئيس الأفغاني، أمر اللـه صالح، أنه باقٍ في بلاده مع شعبه، مؤكداً أنه لن ينحني أمام «طالبان».
ودخل أول من أمس مقاتلو حركة «طالبان» العاصمة الأفغانية كابل من دون قتال، معلنين أنهم يتوقعون تسلّم السلطة قريباً، ومتعهدين بتوفير الأمان لجميع العاملين مع الإدارة الأفغانية السابقة، وقال مسؤول في الحركة إنها ستعلن قريباً إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في العاصمة كابل.
فيما قال مسؤول في حركة «طالبان» حسب وكالة «رويترز»: إن مقاتلي الحركة في العاصمة الأفغانية كابل بدؤوا «جمع الأسلحة من المدنيين»، أمس، لأن الناس «ليسوا بحاجة إليها» للحماية الشخصية بعد الآن، مضيفاً «نتفهم أن الناس احتفظوا بالأسلحة من أجل السلامة الشخصية. الآن يمكنهم الشعور بالأمان. لسنا هنا لإيذاء المدنيين الأبرياء».
وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من أفغانستان لينهي بذلك احتلالاً دام عقدين وغزواً لهذا البلد أودى بحياة عشرات الآلاف من الضحايا وخلّف دماراً هائلاً بذريعة محاربة الإرهاب.

الوطن