صرخة استغاثة لأسيرة فلسطينية: أنقذوا جنيني من قسوة الاحتلال الإسرائيلي.. والمجتمع الدولي أصم

الوجع في قلبي لا يمكن أن يكتب في سطور.. ماذا أعمل إذا أنجبت بعيدة عن عائلتي .. أنتم تعلمون ما تعنيه الولادة القيصرية في الخارج .. كيف في المعتقل وأنا مقيدة .. وحدي .. سيضعونني في العزل أنا وابني ويا ويل قلبي عليه … كيف سأحميه من أصواتهم المخيفة .. طالبوا كل حر وشريف بأن يتحرك لو بكلمة.

هي صرخة استغاثة وجهتها الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك في رسالة إلى عائلتها مع اقتراب موعد ولادتها في معتقل للاحتلال الإسرائيلي تناشد فيها العالم بالتدخل من أجل الإفراج عنها لتتمكن من وضع جنينها خارج القضبان لكن صرختها بلا صدى فالمجتمع الدولي أمام معاناة الفلسطينيين مشلول وأصم.

عائشة الديك والدة الأسيرة قالت في تصريح لمراسل سانا أنهار مكبلة بالقيود داخل زنزانتها وتعاني آلاماً حادة في جسدها مع اقتراب موعد ولادتها .. نخاف على حياتها وحياة جنينها في ظل ظروف الاعتقال القاسية.. كيف سيكون مصيرها أثناء الولادة في ظل سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى.. تمر علينا عجلة الزمن ثقيلة وأطلقنا العديد من نداءات الاستغاثة للعالم الحر لإنقاذ حياة ابنتي من براثن الموت.

وأضافت عائشة: أنهار ممرضة عمرها 25 عاماً اعتقلتها قوات الاحتلال في شهر آذار الماضي جوليا طفلتها الوحيدة عمرها سنة وثمانية أشهر تصل ببكائها الليل بالنهار وهي بأمس الحاجة لأمها التي حرمها الاحتلال منها منذ ستة أشهر.. كيف سيكون مصير ابنتي وهي تعاني آلام المخاض مكبلة اليدين محرومة من كل شيء وممنوعة من التواصل مع أهلها.

وأوضح ثائر حجة زوج الأسيرة أن زوجته تعاني من اكتئاب حمل ثنائي القطب وبحاجة إلى اهتمام ورعاية طبية خاصة كونها دخلت في شهرها التاسع معرباً عن أنه لا يستطيع تحمل ألم فكرة أنها ستضع طفلها داخل زنزانة انفرادية في ظل ظروف صحية خطيرة لا يمكن تخيل تبعاتها.

وأشار حجة إلى أن طفله الذي قد يولد في أي لحظة وإن كتبت له الحياة سيمكث مع والدته في زنازين الاحتلال دون اكتراث لحالتهما الصحية والنفسية في جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات مطالبا المؤسسات الحقوقية والمنظمات الأممية بالتدخل العاجل للإفراج عن زوجته وإنقاذ حياتها.

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أشار إلى أن الاحتلال اعتقل 130 فلسطينية منذ بداية العام الجاري ومن بينهن أنهار الديك التي تعرضت كما كل الأسيرات إلى تعذيب جسدي ونفسي كاد أن يتسبب لها  بالإجهاض مبيناً أن القلق على حياتها يتصاعد يومياً مع اقتراب موعد ولادتها.

وأوضح فروانة أن قوات الاحتلال تقيد الأسيرة الحامل من قدميها ويديها بالسلاسل وتعصب عينيها وتحتجزها في الزنازين الانفرادية لتعاني من التعذيب الجسدي والنفسي كالحرمان من النوم والطعام لفترات طويلة وعندما يأتي موعد الولادة يتم تقييد رجلي الأسيرة ويديها بالسلاسل ولا يسمح لزوجها وأفراد عائلتها بالاطمئنان عليها والوقوف إلى جانبها.

وبين فروانة أن الاحتلال يعامل المولود كأسير يشارك والدته الجدران والقضبان والمعاناة ويحرم من أبسط حقوق الطفولة ويتعرض لأقسى أنواع القهر والحرمان كأمه الأسيرة لدرجة مصادرة حاجاته الخاصة وألعابه التي يأتي بها الصليب الأحمر كما يتواصل ظلم السجان ليصل إلى التفريق بين الأم وطفلها عندما يبلغ سن السنتين.

وأوضح فروانة أن الاحتلال اعتقل منذ عام 1967 /17/ ألف فلسطينية من بينهن 11 ألف أم منهن العشرات ممن وضعن مواليدهن داخل المعتقلات في انتهاك فاضح لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وأشار عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد أبو السعود إلى أن الأسيرة أنهار الديك شاهد على وحشية الاحتلال الذي يحتجز اليوم 40 أسيرة في معتقلاته يعانين أقسى صنوف العذاب فيما المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية صامت على الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأسراه.

سانا