تطورات متسارعة في أفغانستان والدول الغربية تتسابق لإجلاء رعاياها منها غداة دخول (طالبان) كابول

تتسارع التطورات في أفغانستان غداة دخول حركة طالبان إلى العاصمة كابول وسيطرتها على معظم المؤسسات الحكومية فيما شهد مطار المدينة حالة من الفوضى العارمة نتيجة اكتظاظ آلاف الأشخاص وتدافعهم إلى مدرج المطار لمغادرة البلاد على متن طائرات أمريكية جاثمة فيه وإطلاق قوات أمريكية النار في الهواء لمنع الناس من الصعود على متنها.

وكالات أنباء أفادت بمقتل خمسة أشخاص على الأقل دهساً تحت أقدام الحشود التي تدافعت إلى مطار حامد قرضاي في كابول في محاولة لركوب طائرات عسكرية أمريكية جاثمة في المطار لنقل رعاياها وموظفي السفارة الأمريكية التي أعلن عن إغلاقها وإنزال العلم الأمريكي عن مبناها فيما أسفر إطلاق القوات الأمريكية النار في الهواء لمنع الأفغان من الوصول إلى الطائرات الأمريكية عن حالة من الفزع والهلع بين الحشود في المطار فيما أظهرت مقاطع فيديو عن تمسك مجموعات من الشباب بسلالم الطائرات في محاولة للصعود إليها.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر أمس إرسال ألف جندي إضافي إلى كابول لتأمين عمليات إجلاء آلاف المدنيين الأمريكيين والأفغان وفق ما أفاد به مسؤول في البنتاغون.

وتعيد المشاهد المأساوية التي شهدها مطار كابول اليوم من تدافع آلاف الأفغان للوصول إلى الطائرات وإطلاق القوات الأمريكية الرصاص لمنعهم من ذلك إلى الأذهان ما حدث في عاصمة فيتنام سايغون عام 1975 وتخلي الأمريكيين آنذاك عن حلفائهم فيها.

إلى ذلك أعلنت دائرة الطيران المدني بأفغانستان من جانبها أنه تم فتح أجواء العاصمة كابول للطائرات العسكرية فقط فيما أوصت الطائرات المدنية بتغيير مسارها لتجنب أجواء المدينة في حين أعلنت سلطات المطار عن وقف الرحلات التجارية بشكل كامل.

في غضون ذلك أعلنت فرنسا عن إجلاء رعاياها بحلول مساء اليوم وقالت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي إن “أول عملية إجلاء جوي من كابول ينظمها الجيش الفرنسي بين العاصمة الأفغانية وقاعدته في دولة الإمارات مرتقبة بحلول مساء الاثنين” مشيرةً إلى أن هناك عشرات الفرنسيين الذين ينبغي إجلاؤهم وكذلك أشخاص تحت الحماية الفرنسية.

من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية في وقت سابق أنها تعتزم إرسال 600 جندي من أجل إجلاء رعاياها من أفغانستان بعد التدهور الحاصل في الأوضاع في البلاد فيما أعلنت ألمانيا عزمها نشر جنود فيها لإجلاء الرعايا الألمان المتبقين وأفغان وفق ما أفادت مصادر برلمانية.

كما أعلنت فنلندا أنها ستغلق سفارتها في العاصمة كابول على الفور وحتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني وسيتم إجلاء الدبلوماسيين من هذا البلد.

وتعليقا على ما جرى في مطار كابول انتقدت وزارة الخارجية الروسية طريقة تعامل القوات الأمريكية مع المواطنين الأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد بعد سيطرة مسلحي حركة طالبان على معظم المناطق وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن “مطار كابول مكتظ بالذين يطلبون من واشنطن مساعدتهم في مغادرة أفغانستان ولكنها تجاوبهم بالصمت المطبق” متسائلة عن حقوق الإنسان في هذه الحالة في حين قال زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان إن استيلاء طالبان على السلطة لم يكن انتقالاً للحكم وفق اتفاقات معينة بل نتيجة فشل واشنطن في هذا البلد موضحاً أن السفير الروسي لدى كابول دميتري جيرنوف سيلتقى غداً الثلاثاء مسؤولاً من حركة طالبان لبحث أمن البعثة الدبلوماسية الروسية في هذا البلد.

إلى ذلك أقر الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي غادر أمس العاصمة مع مدير مكتبه ومستشاره دون أن يعرف بعد البلد الذي غادر إليه بأن “حركة طالبان انتصرت”.

ميدانياً أعلن مسؤولون بحركة طالبان اليوم أن الحركة لا تشتبك مع القوات الحكومية أو المدنيين في أنحاء أفغانستان والوضع هادئ.

وقال أحد مسؤولي طالبان إن الحركة أصدرت تعليمات لمقاتليها في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية فيما قال مسؤول آخر إنه سيتم تشكيل حكومة أفغانية جديدة ستضم أولئك الذين لم يكونوا أعضاء في الحركة.

سانا