تدني إنتاج محاصيلهم من التفاح والزراعة: الحق على الحر.

تحدث عدد من مزارعي التفاح في ريف حمص لـ«الوطن» عن معاناتهم بسبب تدني إنتاجية محاصيلهم من التفاح خلال الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي، وإصابة كميات ليس بقليلة من المحاصيل بإصابات فطرية وحشرية لعدم تمكنهم حينها من مكافحتها لارتفاع أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة بشكل عام، لافتين إلى تخوفهم من عدم مقدرتهم على تسويق محاصيلهم خلال هذا العام وتعرضهم للاستغلال من التجار ومحتكري الأسواق وشراء محاصيلهم بأسعار بخسة أقل من تكلفة الإنتاج وما يتسببه ذلك من خسائر فادحة وكبيرة لهم في حال لم يتم تسويقها.

بدوره أكد رئيس فرع اتحاد الفلاحين في حمص يحيى السقا لـ«الوطن» تدني إنتاج محصول التفاح هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى مشكلة كبيرة خلال عملية التسويق بعدم توافر البرادات لحفظ المحاصيل نظراً لعدم توافر المازوت الزراعي لتشغيلها.

وأشار السقا إلى ارتفاع تكلفة إنتاج التفاح بدءاً من ارتفاع أجور اليد العاملة والأسمدة والمبيدات الحشرية والمازوت الحر وصولاً إلى أجور النقل وغيرها، معتبراً أن الفلاحين سيتعرضون إلى استغلال التجار والمحتكرين وسيضطرون إلى بيع محاصيلهم من التفاح بأسعار منخفضة تقل عن أسعار كلفة الإنتاج وهذا ما سيتسبب بخسائر كبيرة على الفلاحين.

وشدد السقا على ضرورة تأمين المازوت الزراعي للبرادات لحفظ محاصيل التفاح وقيام المؤسسة السورية للتجارة بتسويق كميات كبيرة من المحاصيل خلال هذا الموسم ومن ثم حمايتهم من الاستغلال.

من جانبه أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة حمص ناجي ساعد لـ«الوطن» أن الكوادر العاملة في الوحدات الإرشادية مستمرة برصد الحالة العامة لمحصول التفاح بالمحافظة، لافتاً إلى أن تدني كميات الإنتاج خلال هذا الموسم يعود للظروف الجوية التي كانت سائدة من ارتفاع لدرجات الحرارة العالية وموجة الحر التي حدثت خلال فترة الإزهار والعقد للتفاح.

وبيّن ساعد أن الأمراض والآفات الفطرية والحشرية التي أصابت أشجار التفاح من الجرب ودودة ثمار التفاح خلال هذا الموسم لم تصل لمرحلة التأثير في الإنتاجية أو دون العتبة الاقتصادية للتفاح، مؤكداً أن موجة الحرارة تسبب بذلك.

وأشار ساعد أن زراعة التفاح تتركز في منطقة تلكلخ والمركز الغربي وتلدو والقصير بريفي حمص الغربي والجنوبي الغربي، مبيناً أن المساحة المزروعة بالتفاح هذا العام تصل إلى 11 ألف هكتار وأن عدد الأشجار الكلي نحو 4.4 ملايين شجرة ويبلغ عدد الأشجار المثمرة منها نحو 3.7 ملايين شجرة.

ولفت ساعد إلى كميات الإنتاج الأولية المقدرة للموسم الحالي إذ تقدر بحوالى 80 ألف طن، بينما بلغت كميات الإنتاج منه في العام الماضي نحو 100 ألف طن، منوهاً بأن الأصناف المزروعة بالتفاح على مستوى المحافظة هي من صنفي ستاركن وغولدن.

وأكد ساعد أن عملية قطاف التفاح وجني المحاصيل للأصناف المبكرة والمتوسطة بدأت مطلع الأسبوع الفائت، مشيراً إلى أن محافظة حمص تعتبر أولى المحافظات السورية بإنتاج التفاح على مستوى القطر، منوهاً إلى أن حمص احتلت المرتبة الأولى من حيث الإنتاج خلال العام الماضي.

من جهته أكد مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة بحمص محمد عمران لـ«الوطن» أن الفرع حالياً بانتظار موافقة الإدارة العامة على البدء بعمليات تسويق التفاح من المزارعين مباشرة وتخزينها في برادات المؤسسة بهدف التدخل الإيجابي بالأسواق والوقوف إلى جانب الفلاحين وتخفيف الأعباء عنهم ومنع استغلالهم من بعض النفوس الضعيفة من التجار.

وأشار عمران إلى أن الكمية التي سيتم تسويقها ستحدد وفق ما يتم الموافقة عليه من الإدارة العامة، منوهاً إلى أن الكميات التي تم تسويقها من التفاح خلال العام الماضي وصلت إلى نحو 240 طناً.

الوطن