برج صافيتا.. شاهد على أصالة الفن العمراني في طرطوس

يقع برج صافيتا وسط مدينة صافيتا في محافظة طرطوس مطلاً على عدة قلاع وحصون ويرتفع عن سطح البحر 419 متراً ويعد من أهم المعالم الأثرية في المدينة وشاهداً على أصالة الفن العمراني فيها.

تسميات البرج تعددت عبر التاريخ حيث أطلق عليه البيزنطيون اسم ارجيرو كاسترون أي “الحصن الفضي” والصليبيون شاستيل بلانك أي “القلعة البيضاء” لأن الحجارة التي بني بها كلسية بيضاء.

سماح ديوب معاونة مدير شعبة اثار صافيتا أوضحت لسانا أن البرج يبعد عن مدينة طرطوس 27 كم ويتميز بحجارته الكلسية البيضاء ويعتبر مع أسواره الخارجية من أهم معالم قلعة صافيتا.

وأشارت ديوب إلى أهمية موقع البرج في مدينة صافيتا عبر التاريخ حيث شكل ممرا طبيعيا نحو الداخل السوري وفصل سلسلة الجبال الساحلية المطلة على سهل عكار عن جبال لبنان وشكل ممرا لسكان أرواد الفينيقيين في طرطوس إلى حصن سليمان.

ولفتت إلى أن تاريخ البرج يعود إلى عهد غير معروف وأن بناءه على أسس فينيقية غير مؤكد تماماً لكن نظراً للاستيطان الكثيف للمنطقة في العصر الروماني -البيزنطي افترض بناء القلعة في تلك الفترة مبينة أن البرج تعرض خلال الزمن لعدة زلازل مدمرة منها أعوام 1071-1202 م ويرجح أن يكون تحصينه في هيئته الحالية عائداً إلى تلك الحقبة.

وأوضحت ديوب أن برج صافيتا بني في أعلى هضبة من المدينة ويرتفع 100 قدم عن مستوى سطح الارض ويبلغ طوله1 قدم وعرضه 40 قدما تقريبا ويتألف من 3 طوابق منها السفلي “القبو” وجدرانه مبنية بمداميك حجرية ومن المرجح أنه استخدم كمستودع للأسلحة ومخزن لمؤون الحامية العسكرية.

بينما الطابق الأرضي بحسب ديوب فيتألف من كنيسة تحاكي أسلوب الفن العمراني المتبع في النصف الأول من القرن الثاني عشر وشكل المحراب فيها نصف دائري وعلى جانبيه توجد غرفتان صغيرتان تستخدمان لخدمة القداس ويحوي أيضا على مرمى للسهام إضافة إلى وجود 3 فتحات مقسمة بأقواس في القسم الرئيسي من الطابق على جانب كل منها نافذتان كبيرتان تستخدمان للإنارة.

وبينت أن الطابق الأول كان مخصصا لسكن الفرسان ويتألف من قسمين تفصلهما 3 ركائز من الأعمدة الضخمة في الوسط وقاعة تقسم الى أربعة أقسام كما تحوي 11 نافذة لرمي السهام.

وأما بالنسبة للسطح فذكرت ديوب أنه يضم شرفات فيها فتحات مبنية من حجارة كبيرة استخدمت لرمي السهام وردع الاعداء كما شكل وسيلة لإرسال واستقبال الإشارات المتعددة كالنار والدخان.

وأوضحت ديوب ان مدخل البرج الرئيسي يقع في الجهة الغربية منه وينفتح مباشرة على الكنيسة أما درج المدخل فهو مستطيل الشكل مع وجود فتحة لرمي المواد الحارقة فوق الباب من الداخل مباشرة أما الدرج المؤدي إلى السطح فموجود بالجهة الجنوبية ويحوي فتحتين.

وذكرت أن السورين اللذين يحيطان بالبرج من أهم معالم قلعة صافيتا حيث توجد بينهما مخازن واصطبلات فالسور الأول غير منتظم ومجهز بعدة ابراج لم يبق منها سوى الجزء السفلي أما باقي الأجزاء فقد تهدمت بفعل عوامل عديدة كالزلازل أو بسبب استعمال السكان المحليين لحجارتها مبينة أن السور الثاني عبارة عن مدخل الى داخل الصحن أمام المدخل الرئيسي للبرج ويوجد تحته خزان للمياه محفور بالصخر وفي القسم الجنوبي يوجد برج خماسي الشكل.

وقامت دائرة آثار طرطوس بتنقيبات عام 2019 أمام البوابة الشرقية وأظهرت نتائج مهمة منها إثبات صحة مخطط ” راي” بالنسبة لحدود غرفة الفرسان وأنها بنيت في منتصف القرن الثالث عشر ومؤلفة من طابقين عبر العثور على حجر منحوت على عمق 63سم من السطح.

سانا