تحت العنوان أعلاه، كتبت أولغا ساموفالوفا، في “فزغلياد”، حول اضطرار واشنطن إلى طلب تخفيض أسعار النفط خوفا على اقتصادها.
وجاء في المقال: في ظل حكم دونالد ترامب، حلمت الولايات المتحدة “بالهيمنة العالمية على الطاقة”، لكنها الآن تفقد تأثيرها في أسواق الخام، بحسب صحيفة دي فيلت الألمانية.
ويشكل دليلا على ذلك “النداء” الأخير الذي وجهته الحكومة الأمريكية لمنظمة أوبك وشريكتها روسيا، لزيادة إنتاج النفط وبالتالي خفض الأسعار.
بعد الإغلاق، بدأ الاقتصاد العالمي بالتعافي ومعه أسعار النفط، التي ارتفعت إلى حوالي 70 دولارا للبرميل، وهو سعر أعلى مه في العام 2019. لماذا أرادت الولايات المتحدة رفع الأسعار من قبل، والآن بات سعر النفط المرتفع يزعجها لدرجة أنها لم تتردد في اللجوء إلى الكارتل النفطي؟
بسبب الإغلاق، كان النفط رخيصا جدا، ما أنعكس مباشرة على إنتاج النفط والغاز الصخريين. فمع سعر نفط يتراوح بين 40 و 50 دولارا، لم يعد الاستخراج في الولايات المتحدة مجديا.
ومع أن ارتفاع سعر النفط يتيح لشركات النفط الصخري الأمريكية استعادة إنتاجها، لكنه يعوق تعافي الاقتصاد الأمريكي ويؤدي إلى زيادة التضخم، الأمر الذي يشكو منه الرئيس بايدن.
يساهم ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في التضخم في الولايات المتحدة، لأن سعر البنزين هناك، خلاف روسيا ، يرتبط مباشرة بسعر الخام. يكلف البنزين في الولايات المتحدة اليوم دولارا أكثر مما كان يكلف قبل عام، وهذا يضر بالأمريكيين العاديين.
وقد بات ارتفاع الأسعار مصدر إزعاج للاحتياطي الفدرالي الأمريكي والمجتمع المالي بأكمله. بلغ التضخم في الولايات المتحدة مستويات أغسطس 2008 عندما ضربت أزمة الرهن العقاري البلاد. ومع ذلك، فإن أوبك+ لم تنجر وراء رغبة الولايات المتحدة.
تخسر الولايات المتحدة سلطتها ليس فقط على النفط، إنما والغاز. يكفي أن نتذكر أن واشنطن، بعد سنوات من العقوبات والتهديدات، اضطرت إلى إعطاء الضوء الأخضر لاستكمال “السيل الشمالي-2″، الذي يوشك على الانطلاق. اصطدمت الولايات المتحدة بجدار شكلته ألمانيا والاتحاد الأوروبي.. واستسلم بايدن. لقد ماتت الفكرة الأمريكية لنقل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بواسطة الناقلات.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر:RT