الموت يهدد حياة آلاف المرضى في قطاع غزة نتيجة تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره

آلاف المرضى في قطاع غزة يتهددهم الموت في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ومنعهم من استكمال علاجهم في الضفة الغربية أو في الخارج لعدم توافر مستلزمات علاجهم في مشافي القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 15 عاماً فيما المجتمع الدولي يتجاهل المأساة الإنسانية والمعاناة المتفاقمة لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون نقصاً حاداً في كل مستلزمات حياتهم اليومية.

تقارير حقوقية وثقت وفاة ثلاثة آلاف من مرضى السرطان في القطاع خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة عدم توافر العلاج في مشافي القطاع ومنعهم من السفر من قبل الاحتلال الإسرائيلي فضلاً عن وجود الآلاف من مرضى الأمراض المستعصية الذين يحاولون الحصول على علاجهم من صيدليات مشافي القطاع لكن دون جدوى بعد أن أصبح رصيدها صفرا وتوقف الأجهزة الطبية الخاصة بعلاجهم وخاصة مرضى غسيل الكلى وأمراض الدم.

مدير مشفى العودة أحمد مهنا أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن الوضع الصحي في مشافي قطاع غزة صعب للغاية نتيجة تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره ما أدى إلى نقص شديد في الموارد والأدوية وعمليات تطوير المرافق الطبية وبالتالي انعكس ذلك بالسلب على كل المنظومة الصحية يضاف إلى ذلك استهداف الاحتلال خلال الاعتداءات السابقة على القطاع المرافق الطبية فيه ما أسفر عن تدمير الكثير منها وضعف عملها وتوقف الكثير من العمليات الجراحية والجرعات العلاجية وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وارسال شحنات أدوية ومستلزمات لإنقاذ حياة المرضى.

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أوضح أن هناك تدهورا خطيرا وغير مسبوق في الأوضاع الصحية في القطاع بسبب تفاقم أزمة نقص العلاجات والمستهلكات الطبية ولا سيما الاحتياجات العلاجية لمرضى الأورام وأمراض الدم والمناعة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي مشيرا إلى أن القطاع الصحي على أبواب كارثة تهدد حياة المرضى في ظل الانهيار المستمر للخدمات الطبية ما يتطلب من المجتمع الدولي تدخلا عاجلا والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال الأدوية إلى القطاع وخروج المرضى للعلاج في مشافي الضفة الغربية.

ولا تتوقف آثار الحصار الإسرائيلي على القطاع الصحي فكل القطاعات الحيوية والإنتاجية تعيش كارثة حقيقية بسبب توقف معظمها نتيجة منع الاحتلال إدخال المواد الخام ما أدى إلى تسريح عشرات آلاف العمال وتوقف تلك المنشآت عن العمل.

رئيس شبكة المنظمات الأهلية محسن أبو رمضان بين أن الاحتلال يمنع مئات الأصناف من البضائع من دخول القطاع وهذا تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والصناعية والأدوية ومواد الإعمار التي يحتاجها القطاع في ظل تدمير الاحتلال آلاف المنازل والمنشآت الحيوية من بنية تحتية ومدارس ومصانع لافتا إلى أن الاحتلال يمنع إدخال أكثر من 90 بالمئة من المواد الخام معظمها يستخدم في القطاعات الصناعية والتجارية.

من جانبه قال الباحث الحقوقي حسين حماد إن تشديد الاحتلال حصاره على القطاع ومنعه إدخال المعدات الطبية والإنتاجية والأدوية والمستلزمات الطبية جريمة حرب مكتملة الأركان مبينا أن أصناف 60 بالمئة من العلاج المخصص لمرضى السرطان والأمراض المستعصية غير متوافرة في المرافق الصحية في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي فضلا عن منعه المرضى من السفر لتلقي العلاج في الضفة الغربية أو في الخارج.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة أوضحت أن الاحتلال يحاول عبر تشديد حصاره وقتل المرضى من خلال منعهم من السفر وشل الحياة والتجويع وتدمير المنشآت الاقتصادية أن ينال من صمود أهالي قطاع غزة لكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك بفضل صمودهم وثباتهم في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي.

سانا