في السنوات الأخيرة خبا دور الإعلام السوري و بات بلا دور و الساحات التي يتحرك فيها تقلصت وتلاشت لدرجة كبيرة وبات إعلامنا “بلا جمهور ” عبارة عن ديكور فقط لا أحد يستخدمه ومفروض على المشاهد ” بعض المسلسلات المكررة وبرامج تتسم بالسطحية وبعيدة عن اهتمام المواطن” .. باختصار أصبح المواطن في واد والإعلام في واد آخر..هذا التهميش الذي وقع على الإعلام انسحب على الإعلاميين فتم إبعاد المهنيين أو هم رضخوا لسياسة الأمر الواقع و ساعد في تحقيق ذلك الحالة الاقتصادية المتردية والتي طالت هذه الشريحة المهمة فذهبت تبحث عن مصدر رزق يقيها العوز ما جعل هذه المساحة الهامة المتروكة تشغل بإعلاميين غير متمرسين همهم الظهور بعيدا عن المضمون وهنا استبعد ” التعميم” .. وبدا الإعلام السوري وكأنه منسلخ عن جذوره وتاريخه الأصيل “حديث النشأة” في الوقت الذي كان وطوال العقود الماضية ملهما لكل الإعلام العربي القديم والمستحدث وكان الاعلاميون السوريون فرسانا بكل الساحات إينما ذهبوا وأينما حلوا ..هذا التغرب اليوم أو العدمية أو غياب الهدف هي أوصاف تصلح لإعلامنا اليوم .لذلك فالمهمة اليوم للوزير الجديد وطاقمه الذي يعكف على اختياره ليست سهلة فالمطلوب التغيير الكامل وليس الترقيع والمطلوب كسر النمطية وخلق البيئة المناسبة للإعلاميين للعمل وبالمقابل دراسة مزاج المواطن وكيف يمكن أن نقترب منه في مشاكله الهائلة المعيشية والمجتمعية وربما النفسية ..-تدوير الزوايا ليس كاف. -الهروب من الواقع ليس الحل وإنما الحل هو الدخول في الواقع إلى أقصى مدى فإعلامنا هو إعلام دولة حاربت الإرهاب لعشر سنوات ويحاصرها العالم اليوم لتجويعها وإخضاعها وخسرت خيرة شبابها إما دفاعا عن الوطن أو هربا من حرب لم تعرف أن تضع أوزارها بعد.- الإشغال لا يمكن أن يستمر ونتائجه مدمرة. – المحسوبيات والمراعاة وتبويس الذقون أيضا يجب أن تتوقف في هذا المفصل الهام.المطلوب اليوم العمل والعمل فقط ويبدأ باختيار الكادر الإداري وتأمين أدوات نجاحه والبدء وعلى الفور بالخوض وبحريه باهتمامات المجتمع بلا رتوش وبلغة إعلامية تبني ولا تهدم وسنجد أنفسنا وخلال فترة قصيرة كما كنا فرسان الإعلام على حقيقتنا وكما كان دورنا تاريخيا ودور سورية التي لا يليق بها إلا إعلاما متميزا تصبغه المهنية والرصانة وقوة التأثير.
*إعلامي سوري