تحت العنوان أعلاه، كتب قسطنطين سيفكوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول خطر النزعة التوسعية التركية على وحدة أراضي روسيا وأمنها.
وجاء في مقال سيفكوف، نائب مدير الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية، لشؤون السياسة الإعلامية:
يتمركز ما يصل إلى 15 في المائة من العدد الإجمالي للقوات المسلحة التركية في أراضٍ أجنبية. وفي هذا المؤشر، تحتل تركيا المرتبة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة. وفي حين أظهر الوجود العسكري الأمريكي في الخارج ميلا إلى التراجع في السنوات الأخيرة، فإن الوجود التركي، على العكس من ذلك، ينمو.
تقدم وسائل الإعلام الروسية الرسمية، ولا سيما القنوات الفدرالية، معلومات تسلط الضوء على الجوانب الإيجابية للعلاقات الروسية التركية. في غضون ذلك، السياسة الخارجية التركية نشطة للغاية وقد قدمت بالفعل لروسيا عدة مفاجآت غير سارة.
يشكل عدد من مبادئ السياسة الخارجية، التي تعدها القيادة التركية حجر الزاوية في سياسة البلاد، تهديدا مباشرا لوحدة أراضي روسيا.
وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية التركية حتى الآن لا تهدد بوضوح المصالح الصينية، فإن توجهها سيؤدي حتماً إلى صدام بين تركيا والصين. كما تعمل تركيا بنشاط في الاتجاه الإفريقي.
الاتجاه الشمالي للتوسع العسكري السياسي التركي، هام ويتطور بكثافة. على سبيل المثال، القرم. فممثلو القيادة التركية من المروجين النشطين لفكرة “منصة القرم”، وهي مجموعة من الدول هدفها المعلن فصل شبه الجزيرة عن روسيا. والمصلحة التركية في ذلك واضحة. وفي الواقع، إذا نجحت في ذلك، سيكون لدى أنقرة أسس تاريخية وقانونية قوية للمطالبة بهذه الأرض. اليوم، يلاحظ نشاط تركي مرتفع بشكل استثنائي في هذا المجال لإقامة تعاون عسكري تقني وعسكري استراتيجي وثيق مع أوكرانيا.
ومع ذلك، فالتوسع التركي في الاتجاه الشمالي الشرقي هو الأكثر نجاحا. وهذا بالطبع يتعلق بنتائج الصراع المسلح بين ناغورني قره باغ وأرمينيا من جهة، وأذربيجان وتركيا التي تدعمها من جهة أخرى. إذا قومنا نتائج هذا الصراع، يمكننا أن نستنتج أن تركيا هي الطرف الرئيس الفائز فيه. فقد حصلت على موطئ قدم ممتاز في أذربيجان لمزيد من التوسع في اتجاه الجمهوريات الآسيوية السوفييتية السابقة، وكذلك القوقاز، ولا سيما شماله.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب