أكراد سوريا ووهم الإدارة الذاتية ,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب

أكراد سوريا ووهم الإدارة الذاتية ,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب - موقع أصدقاء سورية
أكراد سوريا ووهم الإدارة الذاتية ,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب - موقع أصدقاء سورية

ليس بإمكان الأكراد في الشمال والشمال الشرقي من سوريا أن يتنكروا لمخاوفهم اليوم، بعد ذاك الوهم الكبير الذي يفوق حجم وجودهم كحقيقة في التكوين السوري. فمنذ بداية الحرب والازمة في سوريا، حصل الانفصال، وتشكل ما يسمى بسوريا الديموقراطية، أي قسد، الذي يهدف لإقامة دولة مستقلة محمية بالمسلحين من جهة وبوحدات عسكرية لأطراف قد تنتهي في أية لحظة، متوهمين بأن بناء مدرسة او مدرستين او مستوصف طبي ورفع علم فوق منزل هُجِّرَ أصحابه كافٍ لخلق وبناء دولة. فاليوم وقد اختلفت المعطيات طبقاً لتغير ظروف الحرب والفاعلين بها، تُرى ماذا ينتظر الأكراد الذين تمردوا على الدولة التي احتضنتهم والرواية التاريخية واضحة؟!

في الواقع هم في حال لا يحسدون عليها، فالدولة التركية لن تتردد ولا لحظة بالقيام بحملة عسكرية نظراً لتكرار التهديدات على منطقة عين عيسى ومنبج، وأي تحرك من هذا النوع وهو وارد جداً، يعني أن مساحتهم الجغرافية المفترضة قد تفككت، وبنيتهم القائمة على الدعم الخارجي تحت مسمى مساعدات إنسانية أصبحت واهية لتوقف تلك المساعدات.. وبانتظار عنوان جديد للهجوم التركي الذي بدأ بدرع الفرات وحمل غصن الزيتون واستقر عند نبع السلام، فأي تحرك يعني استبعاد الأكراد والمسلحين من الدواعش، وبالتالي فإن عودة أصحاب الأرض إلى ديارهم، كعفرين مثلاً هو أمرٌ حق وطبيعي.

لقد قادت قوات ما يسمى سوريا الديموقراطية تجربة خاسرة سلفاً، معتقدة أن الدول التي تحرك كل الاجندات في تلك المنطقة تأخذ بالحسبان مستقبل دولتهم (البرعم) إنه لتفكير واهم وواهن فكل الكبار هناك يحركون أحجار اللعبة، جاعلين الكرد “كيكة للتحلية”.. لقد عاش أغلبهم التضليل بسهولة تحت مسميات الدعم الإنساني والسياسي، أو حتى الحوار مع أقرانهم، وهم بالواقع ليسوا بقادرين إلا على الاستجابة للمطالب وإلا فالمصير أمده قصير للغاية، وفي أحسن الأحوال سينالون جائزة ترضية تحت مسمى الاقلية السياسية.

وبكل الأحوال إن القادم من الايام يحمل مستجدات سريعة والكل ينتظر الاجتماع المقرر عقده في بغداد نهاية الشهر الحالي، للبحث فيما يخص كل دول جوار العراق، وبالتأكيد سوريا معنية بالأمر إن لم نقل إنها في رأس القائمة، وللتذكير فقد انعقدت قمة مماثلة في دمشق أثناء الحرب على العراق، ومن المريب والغريب أن تنعقد هكذا قمة من دون حضور دمشق، خاصة أن ملفات كثيرة سوف تطرح وأهمها ملف المياه، ولكن من الواضح أن الاستعدادات غير كافية لدى الأطراف كافة للجلوس على طاولة واحدة.. بالرغم من أن موضوع العدو المشترك (داعش) يعتبر سبباً وجيهاً للتفاهم ولو شكلياً، فتركيا لم تتعامل إلى اللحظة إلا كدولة احتلال، وقد أعطت لنفسها الحق بمنع جزء كبير من المياه إلى التدفق نحو سوريا، مما أثر في مستوى تخزين السدود السورية، علماً بأن هناك اتفاقاً بين سوريا والعراق يقضي بأن تضخ سوريا ما نسبته %58 من الوارد المائي إليها.. ولكن من يردع تركيا؟ ومن يقف في وجه العثمانية الجديدة التي تكفلت بأن تكون عَرّاباً للخيانة مع كل جيرانها؟ وكأن العربي لم يوجد إلا ليدفع الثمن.. وأن هذه المنطقة قد قُدِّرَ لها أن تبقى منطقة للصراع وليس للسلام.

فخري هاشم السيد رجب – القبس الكويتية

صاحب موقع أصدقاء سورية