أبو نزار كفيف من السويداء يقدم أنموذجاً لحياة ملؤها العمل والعطاء

فقد حسين زين الدين من بلدة قنوات بريف السويداء الشرقي بصره بعمر ست سنوات نتيجة حادث تعرض له لكنه لم يفقد الأمل بالحياة التي عاشها بالكفاح والعطاء الذي جسده بعدة أعمال مارسها وابتكارات صممها بما يخدم حاجته إليها.

حسين أو أبو نزار كما تتم مناداته روى لمراسل سانا كيف كان يفكر منذ سنوات نشأته ماذا يعمل ليعتمد على نفسه دون حاجة أحد مبينا أنه بدأ أولا بعمر 17 سنة بالعمل بصيانة القطع الكهربائية الصغيرة ضمن محل مع ابن خاله لمدة 8 سنوات وذلك بتشجيع من أهله بعد تجارب منزلية قام بها بهذا الخصوص معتمدا على بصيرته وحواسه الاخرى.

أبو نزار أوضح أنه مع دخوله ميدان العمل أصبح أكثر تمسكا بالحياة وأنشأ محلا صغيرا للسمانة والخضار من نتاج كده وعمله وبعد زواجه وازدياد المسؤوليات الملقاة على عاتقه عمل معتمدا لبيع مادتي الخبز والحليب في قرية سيع المجاورة لبلدة قنوات والتي كان يقصدها ويتنقل إليها بشكل يومي.

وبين أبو نزار أنه استفاد من قرض بطالة بقيمة 70 ألف ليرة قبل أكثر من 13 عاما لتطوير عمله بمحله ثم بنى محلين إضافيين بجانب محله ضمن منزله استفاد منهما بتوسيع أعماله كما وسع من مكان سكنه بما يتماشى وزيادة عدد أفراد أسرته.

أبو نزار الرجل الخمسيني والذي تعرض لبتر اصبعين من أصابع يده اليسرى عام 2000 أثناء عمله بمنشار كهربائي “صاروخ” ما زال يتحدى كل الصعوبات التي تواجهه ويعمل اليوم بمركز توزيع مازوت التدفئة الذي بدأ به عام 2009 إضافة لمحل صغير لبيع الأعلاف والحبوب فضلا عن استمراره معتمدا لبيع مادة الخبز ضمن محله ببلدته كما يتابع صيانة القطع الكهربائية التي يحضرها له معارفه وأصدقاؤه وأقاربه لإصلاحها ضمن منزله.

ما يشكل إضافة مهمة في حياة أبو نزار قدرته على الابتكارات التي تخدم العمل ومنها ماكينة لعصر البندورة بشكل سريع كهربائياً تتألف من طنجرة قديمة واسعة ومحركات وحساس وقشط وغيرها من القطع وكذلك تصمميه لجهاز شبيه بجهاز ما يسمى “ببور الكاز القديم” حيث يستخدم لسلق القمح وغلي الدبس ويتم استئجاره منه أحيانا إضافة للعديد من توالف البيئة التي يوظفها بابتكارات صغيرة.

وبحسب فارس زين الدين فإن ابن شقيقه حسين اعتمد منذ صغره على نفسه واستفاد من بصيرته والحواس الأخرى لديه للقيام بأعماله التي أتقنها ونجح فيها ليضاف ذلك لنجاحه بتأسيس أسرة مكونة من أربعة أبناء.

وأبو نزار كما ذكرت عمته ابتسام زين الدين يضرب به المثل في البلدة بكفاحه ويعد قدوة لغيره ويحظى باحترام أبنائها الذين يعاملونه وكأنه غير كفيف مبينة أن نجاحه العملي والاجتماعي يضاف لهوايته سابقا بالعزف على الآلات الموسيقية التراثية كالربابة والشبابة.

ووفقا لأحد أبناء قنوات المهندس حكمت زين الدين فإن أبا نزار مكافح منذ بداية حياته وتحمل مسؤولية نفسه وأسرته ومارس عدة أعمال خدم فيها ذاته وأهله ومجتمعه منوها ببعض الأعمال الصغيرة التي صممها ومنها بيل محمول على مدخرة يعمل على الوجهين.

سانا