وفاة 24 مدرساً وطبيب صحة مدرسية بوباء كورونا والبروتوكول الصحي السوري أوصى باستمرارية التعليم والترصد الوبائي

شارك وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية لليونسكو دارم طباع اليوم افتراضياً في اجتماع وزاري رفيع المستوى للتعليم العالمي 2021م حول التنمية المستدامة بمشاركة وزراء التربية، والتعاون الإنمائي وغيرها من القطاعات ذات الصلة، وممثلين عن مهنة التدريس وطلاب وشباب، وكبار المسؤولين من وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية وشركاء التطوير، وممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات، الذي يهدف إلى مناقشة الإجراءات والنتائج التي توصلت إليها وزارات التربية في العالم حول التعاطي مع وباء كورنا، وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب كل دولة بالنسبة للدول الأخرى.
الوزير طباع خلال مشاركته قال: لقد اهتمت الحكومة السورية ممثلة بوزارة التربية بالتعليم، وعملت خلال سنوات الحرب على سورية على المحافظة على النظام التربوي وتجنب انهياره ودعمه بجميع الوسائل للحفاظ على مستقبل الجيل من الضياع، وأدت الدروس التي تعلمناها خلال فترة الحرب إلى إعطائنا بدائل دائمة لحل الأزمات التي يمكن أن تعيق التعليم.
وأضاف: كما عملت وزارتنا عند انتشار جائحة كورونا على التخطيط السليم لجميع الإجراءات التي تضمن سلامة الطلاب والمعلمين، واستمرار الجيل بالتعلم، وإجراء الامتحانات لتقييم جودة هذا التعلم، وذلك بتفعيل دور مديرية الصحة المدرسية وتطوير بروتوكول صحي متكامل مبني على أسس علمية يراعي ثلاث نقاط أساسية: الأولى ضمان استمرارية العملية التعليمية مهما كانت الظروف وتوفير بدائل مريحة للطلاب عبر وضع ثلاثة سيناريوهات لمواجهة المرض من تخفيض عدد ساعات الدوام اليومي وعمل دوام نصفي لتخفيف الكثافة الصفية وتأمين التباعد الاجتماعي المطلوب، أو تقسيم الدوام ثلاثة أيام بثلاثة أيام، أو إيقاف التعليم حسب الحالة الوبائية للحفاظ على متابعة الجيل تعلمه وتوجيه المنصات التربوية والقناة التلفزيونية لبث الدروس التعليمية لكل المواد ولجميع المراحل لتغطية الفاقد التعليمي.
والنقطة الثانية رفع جاهزية الكوادر الصحية في الصحة المدرسية لنشر الوعي الصحي ومراقبة وتقصي الحالة الوبائية للمدارس وتأمين مستلزمات الوقاية اللازمة من ماسحات حرارية ومرشات تعقيم ومواد تعقيم الأيدي ونشرات توعية ووضع بروتوكول متكامل للإدارة المدرسية الصحية لضمان استمرار التعليم بجودة مقبولة مع حماية المدارس والطلاب من الإصابة بالمرض، أما الثالثة فهي تفعيل الترصد الوبائي لضمان عدم انتشار المرض من خلال المدارس بحيث بقيت الإصابات بين طلاب المدارس بالحدود الدنيا حيث سجل خلال كامل الجائحة وحتى الآن 2795 إصابة إجمالية منها 1030 بين التلاميذ والطلاب و1765 بين المعلمين، كما سجلت 24 حالة وفاة جميعها من الكوادر التدريسية وأطباء الصحة المدرسية.
وأكد أن الحكومة استطاعت أن تؤمن كل الشروط لاستمرار بقاء الجيل على مقاعد الدراسة ومتابعة تعليمه، ونجحت في تحقيق الطلاب للمعايير التربوية المطلوبة، وتم إجراء الامتحانات بنجاح، وبذلك يمكن اعتبار تجربتنا من التجارب الناجحة التي يمكن الاستفادة منها في الحفاظ على الأجيال من الضياع نتيجة انتشار الأوبئة، مع ضرورة تأكيد دور التنسيق الجيد والفعال مع المنظمات الدولية لنجاح هذه التجربة ولاسيما التعاون مع منظمة اليونسكو واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
يذكر أن الاجتماع هدف إلى تأييد طلب مجموعة عمل أصحاب المصلحة لتطوير آلية التعاون من أجل التعليم العالمي، والمتضمنة الترتيبات الوظيفية والمؤسساتية، وتقييم التدابير والدروس المتعلمة من الاستجابة التعليمية لجائحة كورونا التي تساعد على تسريع التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وسيتم إبلاغ المناقشات من مجموعة العمل وتقرير الجولة الثالثة لمسح اليونسكو واليونيسيف والبنك الدولي، حول الاستجابات التعليمية الوطنية لإغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا، لإطلاقها في اجتماع التعليم العالمي 2021م.

الوطن