معاناة أهالي مدينة الحسكة مستمرة جراء قطع الاحتلال التركي ومرتزقته مياه الشرب

رحلة البحث اليومية عن المياه التي يقوم بها أبناء مدينة الحسكة تعكس أبشع أنواع الإرهاب بحق أكثر من مليون مواطن يعانون العطش جراء قطع المحتل التركي ومرتزقته من الإرهابيين للمياه عن الأهالي.

قصص معاناة عاشها ويعيشها أهالي مدينة الحسكة منذ اجتياح المحتل التركي أراضي مدينة رأس العين وسيطرته على محطة مياه علوك وقطعه مصدر المياه الوحيد لمدينة الحسكة وعشرات القرى والتجمعات السكنية الأخرى في ظل صمت مطبق من قبل المنظمات والهيئات الأممية تجاه جريمة حرب موصوفة حسب المواثيق الدولية.

تسارع أم ناصر المرأة الكبيرة في السن مع أحفادها الصغار لاستغلال الفترة القصيرة التي يتواجد بها أحد الصهاريج التابعة لإحدى الجمعيات وتعبئة ما تستطيع حمله إلى منزلها وعلى أكثر من دفعة حيث تقول لمراسل سانا: إن “حجم المعاناة والمأساة لتأمين مياه الشرب كبير، ونحن نقطع مسافة طويلة لتعبئة حاجتنا من المياه” مشيرة إلى أن هناك أسراً ليس لديها من يعيلها أساساً فتجد نفسها مضطرة رغم كبر سن أفراد العائلة والمرض لتعبئة المياه من الخزانات.

أم ناصر تؤكد أنه رغم أهمية جهود الجهات الحكومية والمنظمات لتوفير المياه عبر الصهاريج والخزانات إلا أنها تبقى “حلولاً بسيطة غير قادرة على تأمين الحاجة الكاملة من مياه الشرب للمواطنين” داعية إلى “إيجاد حلول لتعود محطة علوك إلى العمل كونها مصدر المياه الوحيد لأهالي المدينة”.

أم إبراهيم امرأة كبيرة في السن تتحدث عن حجم المعاناة من نقل الماء من الخزان الموجود في نهاية الشارع بهذا العمر “ولكن لا سبيل لتوفير المياه إلا بهذه الطريقة التي لا تخلو من المشقة والتعب في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة”.

وتشير أم إبراهيم إلى أن “بعض ضعاف النفوس من أصحاب الصهاريج الخاصة يستغلون حاجة الأهالي للمياه لرفع الأسعار بشكل مستمر” مبينة أنها قامت بتعبئة 5 براميل مياه من صهريج خاص بسعر 10 آلاف ليرة وهي كمية لا تغطي حاجة شخصين لمدة 5 أيام.

جمال الحاج جزاع المعروف بـ أبو صبحي 52 عاماً يقطن وسط المدينة يقول لمراسل سانا: إن “الأوضاع تتفاقم والمعاناة تزيد يوماً بعد يوم، فالمحتل لا يملك ضميراً، ومرتزقته عبارة عن لصوص” ويضيف: “كل يوم أجد نفسي مرغماً على تعبئة ولو جزء يسير من المياه، أراقب الصهاريج التي تعمل مع المنظمات لأكون أول من يملأ أوانيه بالمياه لأسد حاجتي اليومية”.

ويتابع أبو صبحي: “منذ أكثر من شهرين لم تصل المياه عبر الشبكة الرئيسة ومياه الآبار السطحية في مركز المدينة غالبيتها جفت، كانت تسد جزءاً من الاستهلاكات المنزلية، اليوم درجات الحرارة مرتفعة والاستهلاك كبير وما ينقل عبر الصهاريج لا يسد سوى جزء بسيط من الحاجة”.

ويشير بيده إلى تجمع المئات عند أحد الخزانات ويقول: إن “هذا المنظر بات على مدار الساعة وجريمة المحتل التركي موصوفة، والهيئات الدولية والأممية تقف عاجزة أمام جريمة تهدد منطقة كاملة بالعطش”.

ومع استمرار المحتل التركي بجريمته اتخذت المحافظة والجهات المعنية جملة إجراءات إسعافية لتأمين مياه الشرب لأبناء مدينة الحسكة كزيادة عدد الصهاريج التي تقوم بنقل المياه إلى مركز المدينة وتنفيذ العديد من المبادرات الهادفة إلى التخفيف من معاناة الأهالي عن طريق فرع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف والجمعيات الأهلية والخيرية.

سانا