لقبت بــ (أخت الجرحى).. الشابة لارا العباس من حمص أنموذج للعطاء والتحدي

وجدت الشابة لارا العباس من ابناء مدينة حمص في تواصلها مع الجرحى بمختلف المناطق والمدن السورية طريقاً لبلسمة جراحهم من خلال تقديم كل أشكال الدعم المعنوي لهم ومساعدتهم على تأسيس مشاريع صغيرة تمكنهم من مواجهة أعباء الحياة حتى باتوا يطلقون عليها لقب “أخت الجرحى”.

لارا أكدت لمراسلة سانا أنها أسست فريق “لمة حب ووفا” في بانياس منذ أيلول الماضي بهدف أحياء المهن التراثية وإيجاد فرص عمل للجرحى لتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم ولأسرهم إضافة إلى إقامة الرحلات الترفيهية لهم كما أسست فريقاً مماثلاً في حمص باسم “بلاد العز” منذ أشهر استطاعت من خلاله وبالتعاون مع أصحاب الأيادي البيضاء تأمين عدد من الكراسي المتحركة لمرضى الشلل وتقديم الدعم المادي للأسر الأشد احتياجا بريف حمص الشرقي كما شاركت أيضاً بحملات تشجير خارج حمص وبعدة نشاطات وفعاليات ترفيهية للجرحى وأطفال الشهداء.

وتقول لارا لمراسلة سانا إنها منذ نحو عام اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي لكنه لم يثنها عن مواصلة نشاطاتها التطوعية بل زاد حماسها وتجاوزت بإرادتها كل الإثار السلبية للمرض مؤكدة أنها لا تزال تتابع عملها التطوعي في خدمة الجرحى وعائلاتهم إلى جانب دراسة الماجستير في كلية السياحة بجامعة البعث.

وتبين لارا أنها اختارت مضمون رسالتها التي تعدها لنيل درجة الماجستير حول دور الحرف والصناعات التقليدية في تنمية المجتمع المحلي واستهدفت مجموعة من جرحى الوطن في حمص وطرطوس ضمن الدراسة.

وتلفت لارا إلى أن إحساسها بالجرحى وضرورة رعايتهم على كامل مساحة الوطن واجب إنساني ووطني وكان لرعايتها أخيها الجريح محمد الأثر الأكبر في اندفاعها لتقديم ما بوسعها لهم إينما وجدوا من خلال تواصلها معهم ومع أسرهم للوقوف على مطالبهم حيث استثمرت ما تملكه من طاقات ومهارات بدعمهم من خلال التعاون مع بعض المتبرعين ونجحت في إجراء بعض العمليات للمحتاجين منهم.

سانا

وكانت لارا قد خضعت لدورات في التنمية البشرية وعملت منسقة ومدربة في حملة مليون شاب سوري مجانا في سورية وما زالت فيها إضافة إلى عملها كمنسقة لمؤسسة القاسم لمعايير جودة التدريب كما قامت بالتدريس في كلية السياحة بطرطوس وكانت مبادرتها الأولى وهي إقامة دورات تنمية بشرية للجرحى في جمعية صامدون رغم الجراح عند تأسيسها بحمص 2014 ومؤخرا أطلقت بالتعاون مع إدارة الجمعية مبادرتها لإقامة دورات تنمية محلية ومجتمعية لزراعة الفطر مع عدد من الجرحى في الجمعية لتمكينهم من تأسيس مشاريع صغيرة خاصة بهم مبينة أن عملها الإنساني والتطوعي مستمر بوجود الدعم من المحيط الاجتماعي وأنها كرمت في أكثر من مناسبة على هذا العمل.