وثق فريق المغامر السوري تباشير عودة الحياة والغطاء النباتي إلى جزء مهم من الأراضي التي تعرضت للحرائق في محافظة اللاذقية والممتد من قرية عنانيب في ريف القرداحة وصولاً إلى قرية مصيص التابعة لناحية المزيرعة في منطقة الحفة على طول نحو ستة كيلومترات.
وأوضح ابراهيم سعود قائد فريق المغامر السوري لمراسلة سانا أنه خلال المسير الذي نفذه 35 فرداً من أعضاء الفريق لوحظت بشكل واضح عودة الحياة إلى القسم المتضرر في منطقة الملقى وهي النقطة الواصلة بين المجرى القادم من قرية السراج ووادي عنانيب وتمتد على مسافة نحو كيلومتر ونصف وتشكل غطاء نباتيا جديدا يحتاج لفترة زمنية بسيطة ليعود إلى كثافته لافتاً إلى حجم الضرر الكبير الذي لحق بأشجار الصنوبر ضمن السفوح المطلة على الوادي مع التأكيد على سلامة الأشجار التي تقع ضمن المجرى المائي الذي ما زال محافظاً على جريانه رغم قلة الهطولات المطرية هذا العام.
وبين سعود أن القسم الشرقي من الوادي يمر بعدة قرى بدءا من جوبة برغال ومليخ وملوخ وعين السبع وعنانيب والسراج أما القسم الغربي من الوادي فيمتد نحو 3 كيلومترات مروراً بقرى فرزلا والمصيص وصولا إلى قلعة المهالبة وهو مليء بالخوانق الصخرية ذات الغمر المائي التام حيث لوحظت بقايا الأشجار المتساقطة جراء الحريق مع سلامة التشكيلات الصخرية بشكل كامل.
وبالنسبة لقسم الوادي الموجود في فرزلا أشار سعود إلى أضرار بالغة لحقت بالغطاء النباتي وأشجار الصنوبر أما في المصيص فالوضع أفضل حيث حافظ القسم الأكبر من الغابة على كثافته وتنوعه ولا تزال ينابيع المياه العذبة التي وثقناها سابقاً موجودة وعند الدخول ضمن ساقية منحدرة بالقرب من قلعة المهالبة تبين أن التشكيل الصخري ضمن الساقية سليم بالكامل باعتباره وجهة مميزة لهواة التسلق لكن الغابة التي تقع على السفوح المطلة للساقية متضررة بالكامل.
المشارك محمد كيخيا 21 عاماً أوضح أن مشهد النباتات الخضراء وهي تعاود النمو رغم الرماد يبعث على الأمل وأن ما حصل قبل عامين يعتبر درساً قاسياً لنا جميعاً ويؤكد على أهمية نشر الوعي البيئي بين مختلف الفئات العمرية وضرورة التزام الفرق الشبابية والمجموعات السياحية وحتى العائلات بقواعد حماية الحياة البرية والحفاظ عليها لأن الغابات تشكل رئة الأرض ومتنفسنا الوحيد لاستعادة التوازن والنشاط والحيوية بعد أيام طويلة من العمل.
سانا
