بإصرار وعزيمة ورغبة في تحقيق النجاح تمكن الجريح أحمد تفوح المصاب بنسبة عجز 100 بالمئة في محافظة اللاذقية من النجاح بشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي متجاوزاً بذلك آلامه ومتسلحاً بإرادة قوية لإكمال مسيرته العلمية.
“أصبت سبع مرات خلال خدمتي العسكرية بالجيش العربي السوري واضطررت للبقاء في المنزل 7 أعوام دون أن أشعر باليأس.. استمد عزيمتي من إيماني بأن الوطن يستحق كل التضحيات” يقول تفوح لمراسلة سانا مضيفاً إن وضعه الصحي لم يمنعه من الاستمرار في الحياة ومتابعة تحصيله العلمي بمساعدة الأهل والأصدقاء ما أثمر عن نجاحه بالشهادة الثانوية بمجموع 2375/ 2800.
وبعد توقف للحظات في محاولة منه لكسب بعض الوقت للراحة يتابع عنه شقيقه الجريح علي تفوح “إصاباته لم تنل من عزيمته وفي كل مرة كان يعود إلى الميدان أكثر قوة وإرادة وتمسكاً بالحياة ونجاحه اليوم هو نصر جديد وتأكيد على أنه لا مكان لليأس والاستسلام في حياة الأبطال”.
ويستذكر علي إصابة أخيه السابعة والأخيرة أثناء أداء واجبه الوطني في دمشق عام 2014 حيث قال “وصل إلينا أحمد من دمشق وكانت إصابته في الرأس بالغة جداً لكن جسده كان لا يزال دافئاً نقلناه إلى المشفى ليدخل في غيبوبة لنحو 3 أعوام متأثراً بإصابته لكننا لم نفقد الأمل وواصلنا رحلة العلاج حتى عام 2017 حتى استفاق ليظهر أنه يعاني من شلل رباعي وفاقد للنطق جراء خزع في الرغامى وبدأنا مرحلة جديدة لمساعدة أحمد على التأقلم مع واقعه الجديد”.
وأضاف: كنا نشعر بالخوف ونستمد القوة من عينيه التي كانت تشع أملاً وإرادة وتصميماً وخاصة بعدما أخبرنا بقراره التقدم لامتحانات الثانوية مبيناً أنه رافقه خلال دراسته الثانوية لينجح ويدخل الجامعة وسيرافقه للتخرج من كلية الحقوق.
وقال “لقد انتصر أخي بمعركة السلاح وبنجاحه حقق نصراً يبعث على الفخر في ساحات العلم” في رسالة منه للجرحى بألا يسمحوا لليأس أن يدخل قلوبهم وألا يستسلموا.
الجريح عبد الرحمن مصطفى عضوم الحاصل على 2327 / 2800 بالفرع الأدبي أكد بدوره أن الجرحى بدراستهم ونجاحهم يؤكدون أنهم رغم جراحهم سيكونون شركاء في بناء سورية القوية المتجددة بإرادة شبابها وأبطالها.
ولفت إلى أنه أصيب جراء انفجار لغم أرضي في معركة فك الحصار عن دير الزور عام 2017 الأمر الذي تسبب ببتر طرفيه السفليين وأذية شديدة باليد اليمنى وحاول التقدم للامتحانات ثلاثة أعوام متتالية 2018 و2019 و2020 لكن ظروفه لم تساعده بسبب العمليات الجراحية التي كان يجريها لتركيب أطراف اصطناعية وغيرها.
وبفضل دعم عائلته وزوجته وطفليه ومشروع (جريح الوطن) الذي غطى تكاليف الدراسة والكتب والقرطاسية والمواصلات وإرادته وتصميمه حقق حلمه بمتابعة دراسته بعد أن كانت قد أجبرته ظروفه العائلية القاسية على ترك المدرسة في الصف التاسع مؤكداً أنه كان يستيقظ منذ الساعة السابعة صباحاً ليباشر دراسته ويحضر للامتحان.
واختتم عضوم حديثه بالقول إن في نجاحه رسالة لكل من يشكك بقوة السوريين مفادها بأنه رغم إصابتنا فنحن قادرون على العطاء ولنا دورنا الفاعل بالمجتمع نسهم في بنائه ونهضته.
سانا