عدد من جرحى الجيش العربي السوري بحمص تخطوا جروحهم وتسلحوا بالجد والمثابرة وعادوا بكل حماسة وشغف لمواصلة درب العلم والمعرفة ونالوا شهادة التعليم الأساسي بكل جدارة.
واعتبر الجريح ابراهيم الحسن أن عودته للدراسة بعد انقطاع نحو عشرين عاماً خطوة جريئة وإيجابية وأن نجاحه بمجموع 2638 من أصل 3100 درجة محا عنده كل الآثار السلبية والخجل الذي تملكه في البداية ليشكل نجاحه انطلاقة نحو تحقيق المزيد من الطموحات في إتمام دراسته الثانوية والجامعية لافتاً إلى الجهود الكبيرة التي يقدمها مشروع جريح وطن للجرحى صحياً وتعليمياً من خلال تأمين الأساتذة المتخصصين وتوفير وسيلة نقل للمركز الامتحاني وتذليل كل الصعوبات للوصول إلى أفضل النتائج مشيراً إلى أنه أصيب في رقبته بطلقة قناص أثناء تحرير حي الخالدية بحمص من الإرهابيين عام 2013 ما تسبب له بشلل رباعي ليجد في إخوته اليوم وأسرته (مشروع جريح وطن) الملاذ الآمن.
أما الجريح يونس مصطفى الذي نال شهادة التعليم الأساسي بمجموع 2375 فقد أراد أن يرفع رأس أولاده وأسرته عالياً بعد النصر بالمعارك في مواجهة الإرهاب مؤكداً أن العجز بالعقل وليس بالجسد ومن منحه الله العقل والتفكير لا ينقصه شيء حيث تجاوز بتشجيع من زوجته ومشروع جريح وطن وبإرادته كل ما تسببت فيه الحرب الظالمة التي أفقدته يده اليسرى وقطعت شرايين قدمه اليسرى عندما كان يؤدي واجبه الوطني في محاربة الإرهاب في مهين شرقي حمص عام 2013 مبيناً أنه بعد 21 عاماً من الانقطاع عن الدراسة نجح بنيل شهادة التعليم الأساسي حيث ينوي وزوجته التقدم لنيل الشهادة الثانوية وإتمام الدراسة الجامعية معرباً عن ثقته بأن من انتصر على الإرهاب فهو لن يعجز على الانتصار في ميدان العلم والمعرفة.
بدوره تحدى الجريح يوسف شريقي إصابته عام 2013 في حي الخالدية بحمص أثناء أداء واجبه الوطني وحالة الشلل النصفي وتهشم الفقرات القطنية بالعمود الفقري وعاد بعد عشر سنوات من الانقطاع عن الدراسة لنيل شهادة التعليم الأساسي بمجموع 2065 وبدعم من أسرته ومشروع جريح وطن الذي قدم له كل الاحتياجات المطلوبة من دروس تعليمية ومواصلات لنقله ورفاقه إلى مركز الامتحانات متوجها بالشكر الكبير لكل الجهود الكبيرة التي يبذلها مشروع جريح وطن للارتقاء بواقع الجرحى وأسرهم نحو الأفضل.
سانا